تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا خسرنا كل المعارك ضدّ الناموس؟
مختصون وخبراء يجيبون ودراسة علمية توضّح:
نشر في الصباح يوم 06 - 07 - 2009

وزارة البيئة: الأمطار أفسدت برامجنا.. ومداواة المناطق السكنية تتمّ بطريقة مدروسة
تونس الأسبوعي
صراع المواطن مع الناموس.. صراع أزلي لا حول له فيه ولا قوّة في أغلب الأحيان.. وما إن نفرح لانتصارنا في شوط حتى نفاجأ بهزيمة نكراء في الشوط الثاني.. فلماذا يا ترى هذا الكرّ والفرّ.. وهل من حلّ له..؟
حسب دراسة علمية أكدّها باحثان تونسيان وشملت 31 عيّنة من البعوض ممتدة على كامل تراب الجمهورية فإن البعض أظهر مناعة بمستويات مرتفعة جدّا إزاء المبيدات الأكثر استعمالا بتونس وهي مناعة تتفاوت درجاتها باختلاف التوزع الجغرافي للبعوض على امتداد البلاد.
فبمناطق تونس الكبرى والوطن القبلي وبعض المناطق بجهات الوسط الشرقي والغربي والجنوب الشرقي والغربي كانت هذه المناعة بمستويات مرتفعة جدا إزاء صنفين من المبيدات («Perméthrine» «Chlorpyrifos»).. كما أبدت مجموعة قليلة من تجمعات البعوض بسيدي حسين والزهراء وتازركة وبلّي وسبيبة مناعة مرتفعة إزاء صنف آخر من المبيدات (Téméphos)... وأبدت بعض مناطق تونس الكبرى والوطن القبلي وسبيبة وقابس حسب نفس الدراسة دائما مناعة عالية جدا ضد صنف ثالث من المبيدات (Fénithothion,Deltaméthrine,pirimiphos methyl).
ونظرا لمستويات المناعة المرتفعة التي أبدتها أصناف البعوض إزاء المبيدات بعديد المناطق فقد خلصت الدراسة الى أنه أصبح من الضروري إعادة النظر في طرق مكافحة البعوض.. لتحسين نجاعة التدخلات والحدّ من تلوّث المحيط نتيجة استعمال المبيدات بصفة متواصلة ومكثفة. كما دعت الدراسة المذكورة الى ضرورة تدعيم وحدات مكافحة الحشرات بالبلديات والمصالح الجهوية لحفظ الصحة بشريا ولوجستيا وإحكام التنسيق بين مختلف المتدخلين بما يضمن الاستعمال الأمثل للإمكانيات المتاحة وتحسين نجاعة التدخلات ولِمَ لا النظر في إمكانية إحداث مؤسسة وطنية مختصة في مجال مكافحة البعوض وباقي الحشرات المزعجة. نتائج هذه الدراسة كانت منطلقا لملف الاسبوعي الذي شرّكنا فيه معظم الأطراف المتدخلة وتناولنا فيه كذلك مسألة المخاطر والمضاعفات المنجرّة عن الاستعمال غير الرشيد للمبيدات على صحة البشر والحيوان أو المحيط بوجه عام.
خبير بيئي يكشف: نقص في البرامج.. فوضى في التنفيذ.. مخاطر للمواطن
الزيت المحروق لمقاومة تكاثر الناموس والحبق لطرده
ولإثراء الملف قمنا بتشريك خبير مختص في المجال البيئي للاستئناس برأيه في ظاهرة انتشار الناموس.. فأشار بعد أن رفض الكشف عن اسمه الى أن الأسباب التي أدّت الى انتشار الناموس متعددة وهي تعود في المقام الأوّل الى الجوانب الفنية إضافة الى أسباب أخرى تتعلق بمحدودية التكوين والبرمجة والتأطير وكيفية التعامل مع النفايات المنزلية والمشابهة ونقص أشغال التعهد والصيانة للمحيط الفردي إضافة الى عدم معالجة مشكلة المياه المستعملة بصفة جدية وجذرية.
بدء النمو
وذهب في بداية حديثه الى أن أهم مرحلة من مراحل نمو الناموس هي المرحلة الأولى التي تصادف حلول شهري مارس وأفريل.. حينها ينبغي المداواة ولكن وللأسف فإن ذلك لا يتم على أفضل الوجوه وبشكل مدروس في أهم فترة على الإطلاق لأنها تتميز بتوالد 90% من الحشرات.. بما يؤدي الى استعمال المواد الكيميائية فيما بعد التي خلفّت مقاومة لدى الناموس بحكم عدم احترام التركيز المطلوب والكميات اللازمة والمثلى القادرة على القضاء على الحشرات في المكان المستهدف.
واعتبر محدثنا مسألة التركيز المعتمد في عملية خلط المواد والمداواة هامة جدا لأنها تكفل القيام بمهمة القضاء على الناموس وتحافظ على الكائنات الأخرى مثل النحل.. وحمّل بعض أنواع المداواة وخاصة التي تتم عبر الطائرة مسؤولية الاضرار بالنحل في تونس.
وأشار الخبير البيئي بأن تونس توصلت ومنذ سبع سنوات الى إنجاز خريطة لمخابيء الناموس ورغم التطوّر الصناعي والعمراني فإنه لم يتم تحيينها وبالتالي هناك مواقع ومخابيء جديدة لا تعرفها المصالح المختصة بعد.
مواد خطيرة
وحول وسائل المداواة المعتمدة لدى البلديات والعقاقير التي تخلط قال أنه تفتقر لأي جدوى محتملة.. بل هي مضرة للنبات وللإنسان ويمكن ان تترك مضاعفات سرطانية حتى أنها محجرة في بعض البلدان المتقدمة لأنها تتسرّب للبيوت وتتسبب ما تحتوي من مواد ثقيلة وخانقة في الاضرار بالسكان خصوصا كبار السن والرضع كما أنها تضم مواد عضوية محظورة تتخزن في المحيط ولا تتحلل بسهولة ويمكن ان تتسبب في تسممات غذائية.. وحتى من يشرف على استعمالها لا يتقن ذلك والحال أنها جعلت خصّيصا لمداواة المناطق الغابية والمعروفة بنباتها الكثيف. فليس كل من مسك مرشا يعرف كيف يستعمله وماذا يرش لأنه هناك ترتيبات ينبغي احترامها.
الربط خلسة بالاودية
وأشار محدثنا الى المياه الراكدة بالأودية صيفا رغم عدم هطول الأمطار في هذا الفصل وهو ما يعني أن مياها مستعملة كثيرة تصب في هذه الأودية مثل وادي رواد وهي متأتية من محطات الغسيل وسائر مصادر الربط خلسة.. وذهب الى أن ديوان التطهير مطالب بالقيام بحملة لمكافحة الربط غير القانوني المتسبّب بشكل رئيسي في توالد الناموس الحضري.. وحمّل مصدرنا جانبا من المسؤولية للمواطن لأنه يوفر ظروفا ملائمة لتكاثر الناموس بعدم تنظيف محيطه السكني.. وذكر أن من بين الأسباب كذلك النفايات الصلبة والحاويات الخضراء الموجودة في بعض الأماكن والتي تجلب الناموس على بعد 60 كلم لأن محلول النفايات يصبّ مباشرة على الإسفلت ويشكل وجهة محبّذة جدا لحجافل الناموس.
نقص في البرمجة
كما أشار محاورنا الى أننا نعاني فعلا من نقص البرامج وإحكام تنفيذها بسبب كثرة المتدخلين حتى أن عملية المداواة لا تبدأ فعليا وبالحجم المكثف الا عندما يهجم علينا الناموس.. كما دعا الى تكوين أناس أكفاء على مستوى تنفيذ البرامج بالبلديات سواء في هذا الميدان أو في بقية الاختصاصات كالرّبط في مجال المياه المستعملة أو جمع النفايات المنزلية وما شابهها.. رغم أنه اعترف بأن البرامج الوطنية المستقلة ولجانها الجهوية تتطلب امكانيات محترمة.
لذلك دعا الى تركيز منظومة خاصة لمتابعة ومعالجة ظاهرة الناموس من بداية العام الى نهايته على غرار منظومة التصرّف في المناطق الخضراء والتصرف في النفايات ولِمَ لا إحداث وكالة تعنى بهذا الموضوع.
وسائل تقليدية
وللحدّ من استعمال المبيدات وما تطرحه من إشكاليات حول الاستعمال الرشيد والناجع لتلك المواد فإن أفضل الحلول هو التوجه نحو الوقاية وتوعية الناس بدل سكب المبيدات بطريقة عشوائية.. ولذلك دعا الى تضافر الجهود عوض التعامل مع الأمر وكأنه لا يعنينا وحث المواطنين الى المساهمة في القضاء على هذه الآفة المزعجة ولو باستعمال الزيت المحروق مثلما كان يفعل أجدادنا.. لأن ذلك الصنف من الزيوت يكون طبقة عازلة ويحرم الناموس من التوالد والخروج للمحيط.. وأشار أيضا إلى أن وجود نبتة الحبق في محيط المنزل بإمكانه أن يحارب الناموس كما ان أنواعا عديدة من النباتات يمكنها إثر زرعها مكافحة البعوض.. ودعا في الأخير الجميع الى تعهد حدائقهم ومسابحهم وأشجارهم بالصيانة والتنظيف لمنع تكاثر الناموس.
وزارة البيئة: الأمطار أفسدت برامجنا.. ومداواة المناطق السكنية تتمّ بطريقة مدروسة
عندما طلبنا رسميا من وزير البيئة تعيين أحد كوادره للإجابة عن مختلف تساؤلاتنا.. رفض المسؤول المعيّن من قبل الوزير الكشف عن هويته معتبرا أنه من الأفضل إبراز مجهودات الوزارة في هذا المجال لأن العمل المبذول هو مجهود جماعي بالدرجة الأولى. وأضاف أن التونسي عموما عندما يتبادر الى ذهنه الحديث عن الناموس يفكر مباشرة في المداواة في حين أن الأصل يكمن في النظافة ومزيد العناية بالمحيط..
أنواع وخاصيات
وعن الناموس قال بأنه أنواع ولكل خاصيته فالناموس الرّيفي يعيش في انغمارات مياه الأمطار وكلما تهاطل المطر تعاد مداواته من جديد وهو ينتقل ما بين 30 و40 كلم حسب سرعة الرّياح.. وتتم مكافحته بالمداواة لقتل البيض عند عملية التفقيص.
أما الصنف الثاني فهو البعوض الحضري الذي يتوالد في المياه الراكدة والمتعفنة وهو من الصنف الذي يقلق رغم أنه لا يتنقل كثيرا (حوالي 400 متر).. وتتم مكافحته بقطع أسباب تواجده، أي المقاومة العضوية والبيئية لأماكن تكاثره.. ويعيش الصنف الثالث وهو الوشواشة في الأوحال والسباخ وخاصّة سبخة السيجومي.. وهي من أنواع الناموس التي لا تقرض الانسان فضلا عن أن عمرها قصير ولا يتعدى يومين إثنين.. ولكن ما هو دور مصالح البيئة في خضم كل هذا؟
تدخلات عضوية
وأشار المصدر المسؤول إلى أنه يتم التركيز على التدخلات العضوية باعتبارها نشاطا بيئيا مثل جهر مجاري المياه وهي عملية تتوزع على ديوان التطهير ومصالح وزارة التجهيز وبعض المصالح الجهوية داخل الولايات وذكر أن ديوان التطهير يقوم بجهر 55 واديا سنويا بطول 120 كلم و55 حوضا لتجميع الأمطار.. وأضاف أن كل المتدخلين يجتهدون للقيام بمهامهم ولكن عند حدوث حالات طارئة مثل تجمع قوّة مياه غير عادية تتدخل المصالح المركزية لمساعدة الجهات على شفط المياه.
أسباب أخرى
وأكد محدثنا ان بعض المسبّبات الأخرى لتوالد الناموس لا تقل من حيث الأهمية عن الأدوية وأحواض الأمطار مثل المسابح التي لا يتم تعهدها بالصيانة والبيوت التحتية للهاتف رغم أن وزارة المواصلات تبذل جهدا كبيرا في هذا الشأن في إطار برنامج متكامل لمكافحة الحشرات والدهاليز الموجودة بالمناطق العمرانية وأشار في هذا المجال الى جهر ومداواة 72 دهليزا ببلدية تونس من قبل الوزارة رغم أن ذلك من مشمولات البلديات ونقابات العمارات.
المداواة
وعن المداواة قال بأن المناطق الريفية الشاسعة تتم أغلب التدخلات فيها بالوسائل الجوية ما عدا بعض الأماكن الصغيرة حيث تتم المداواة بوسائل أخرى.. وتقع تكملة المداواة بمعالجة اليرقات واستكشاف المخافر الإيجابية بمساعدة البلدية على ذلك والهدف هو تجنب الإزعاج.. أما البعوض الطائر فتتم مكافحته بالتضبيب الحراري.
مشكلة سبخة السيجومي
وعن سبخة السيجومي ذكر محدثنا بأنه وقع تكليف ديوان التطهير بضخ مياه السبخة قبل إعادة مداواتها للمرة الثالثة على التوالي نظرا لتهاطل مياه الأمطار هذه السنة بصفة متأخرة (ماي) حتى أن ما تم إفراغه من مياه عاد مجددا وبمنسوب أكبر.. علما وأن مجهودات ديوان التطهير الأخيرة تكللت بتراجع هام في كميات المياه.. وتوقع أن تقضي المداواة التي ستتم في مطلع الشهر الحالي على جحافل الناموس بعد تقلص ارتفاع المياه.. وأشار الى أن المداواة بالطائرة تصبح غير ناجعة إذا تجاوز مستوى المياه 40 صم وهو ما حدث في سبخة السيجومي.. وقال أن عمليات المداواة عبر الطائرة شملت حوالي 33 ألف هكتار بغاية مقاومة ظهور البعوض الطائر في الغابات والسباخ عموما.
تكوين
وأكد مصدرنا بأن الوزارة قامت بتكوين 26 فريقا هي الآن بصدد التدخل في حوالي 43 حيا ومنطقة سكنية بالتضبيب الحراري والرذاذ المتناهي الصغر.. عندها سألناه عن مكونات التضبيب الحراري فأجاب بأنها تتكون من مبيد ومحروقات فأعدنا على مسامعه ما قاله المختصون في البيئة حول مدى خطورة ما ترشه تلك الوسائل وقرار منعها في بعض الدول فردّ بأنه يتم تركيز عملية المداواة على الغابات بشكل أساسي وأماكن الراحة للناموس وأما داخل الأحياء فتتم المداواة بطريقة مدروسة.. فقط عند الصباح الباكر والمساء أي عندما يخرج الناموس للأحياء والأضواء.. لأنه لا توجد حلول أخرى للقضاء على الناموس الطائر وتأثير المبيدات التي تصدرها تلك الوسائل داخل المناطق السكنية ليس أكثر خطورة من الرذاذات المستعملة بداخل المنازل نفسها!!
ونصيب النحل
وسألنا مصدرنا عن مدى تأثير سكب المبيد بالطائرات على بقية الكائنات واختلال التنوع البيولوجي والإنتاج الفلاحي فقال بأن ذلك غير صحيح بالمرة لأنه وقبل المداواة يتم إصدار بلاغ للإعلام بأوقات التدخل ويطلب فيه خصوصا من مربي النحل عدم إخراجه وغلق أماكن تواجده خلال عملية المداواة وإثرها لعدد معلوم من الأيام.. وبالتالي فإن كل الإحتياطات حسب محدثنا تم اتخاذها وإذا لم يبادر الفلاح باتخاذ الاحتياطات التي تخصه فذلك أمر يعنيه وحده!! وبالنسبة لبقية الكائنات والمنتجات الفلاحية لا يوجد أي خطر عليها.
قائمة
وعن مضاعفات بعض المبيدات والتي تتصف بخطورتها ذكر محدثنا بأن الوزارة لا تستعمل إلا المبيدات المضمنة بالقائمة السنوية التي تصدرها وزارة الصحة العمومية وكذلك الشأن لبقية المتدخلين من بلديات وغيرها.. وأكد في هذا السياق أنه لا يتحدّث إلا عن المبيدات التي تتزوّد بها الوزارة فقط ولا يتحدث عن المبيدات المجهولة المصدر التي يتزوّد بها المواطن.
لا توجد مناعة
أما بخصوص المناعة فنفى مصدرنا وجودها لأنهم لا يستعملون إلاّ المبيدات المنصوح بها من قبل وزارة الصحة العمومية وبالتالي لا يوجد لدى الناموس مناعة ضدّها.. كما أن عملية المداواة تتم بطريقة علمية محكمة حتى لا تتكون مناعة لدى الناموس.
معدّ أول بحث علمي حول الناموس بتونس: الناموس اكتسب مناعة... والرذاذات جُعلت لطرده
ظاهرة الناموس كانت موضوع دراسة متخصصة أجراها باحثان تونسيان هما جابر دعبوب رئيس مصلحة دراسة الحشرات ومكافحة الآفات التابعة لإدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية.. والأستاذ في علم الوراثة بكلية الطب بالمنستير ورئيس مخبر علوم الخلايا والأنسجة والوراثة بالكلية حسن بن الشيخ.
وهذه الدراسة تعتبر قاعدة مهمّة للمعلومات قلما نجد لها مثيلا في عديد بلدان العالم ولذلك دعت وزارة الداخلية البلديات الى الاستئناس بها لأنه لا خير يرجى من أي عمل بحثي إذا لم تسنده المتابعة والاستغلال الأفضل. وفيما يلي أهم ما دار في اللقاء الذي جمعنا بأحد طرفي البحث جابر دعبوب:
ماذا يمكن أن نعرف عن قائمة المبيدات التي تصدرها سنويا وزارة الصحة العمومية؟
هي قائمة تصدرها سنويا وزارة الصحة العمومية وتتضمن كل المبيدات المراقبة من طرف مصالح الوزارة.
يعني أن قائمة المبيدات الصادرة هذا العام لا تحتوي أية مادة من المواد الفعالة الست التي ذكرتها في دراستك حول البعوض؟
المواد الفعالة الست تحتوي عليها كل أنواع المبيدات المستعملة في مجال مكافحة البعوض تقريبا..
هذا يعني أن جل الأسماء التجارية تحوم حول نفس المكوّنات؟
الأسماء التجارية لا تختلف الا على مستوى تركيبة ونسب المواد الفعالة مع بعض الإضافات.
إذن، كل أصناف المبيدات لا تخلو من مخاطر بقديمها وجديدها؟
طبعا... ولذلك جاءت هذه الدراسة في إطار حرص وزارة الصحة العمومية على ترشيد استعمال المبيدات نظرا لخطورتها على الصحة والمحيط والتنوع البيولوجي ولتحسين نجاعة التدخلات في مجال مكافحة الحشرات.
وما هي الفوائد التي ستمكننا منها هذه الدراسة؟
لقد مكنت من توفير خارطة للتوزيع الجغرافي للمناعة إزاء مختلف المبيدات المستعملة والميكانيزمات الجينيّة المتسبّبة في هذه المناعة وينبغي إحكام، التعامل مع هذه النتائج وحسن توظيفها واستغلالها من قبل كل الأطراف المتدخلة للحيلولة دون استفحال أو تفشي ظاهرة المناعة لدى البعوض.
وهل يعود اكتساب المناعة لدى البعوض الى الإفراط في استعمال المبيدات أم الى تكرار استعمال نفس المبيدات أم الى عدم احترام التركيز المطلوب في المبيد المستعمل؟
أينما تم استعمال المبيدات وجدت ظاهرة المناعة وهناك من البلدان من اضطر للعودة الى استعمال مبيد (DDT) الخطير نظرا لأن البعوض اكتسب مناعة تجاه المبيدات المستعملة.
ولكن ذلك لا ينفي القول أن الاستعمال غير المدروس أو عدم إحترام التركيز المطلوب يؤدي كذلك الى تفشي ظاهرة المناعة لدى البعوض؟
الاستعمال غير المدروس ينجم عنه كذلك اكتساب البعوض للمناعة التي تنتج عن إفراز كميات إضافية من مواد مزيلة للسموم وإحداث تغييرات على المكان المستهدف من المبيد.
مما تتكون الرذاذات المستعملة في المنازل والمكاتب والمحلات لمداواة الحشرات؟ خصوصا وأن الكثير من الناس يقولون بأن لها تأثيرات ومضاعفات خطيرة؟
تتكون من مواد تقوم بإبعاد وطرد الناموس(Produits repulsifs)
وما مدى نجاعتها في مقاومة الناموس؟
يمكن أن تساهم في الحدّ من أعداد وكثافة البعوض داخل الفضاء العائلي
وهل أن مضاعفاتها بالخطورة التي يتحدث عنها البعض؟
هي تتكون من مواد لا تخلو من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان.. ولكن وللأمانة لم يثبت بشكل علمي قاطع أي أثر سلبي مباشر لهذه الرذاذات على صحة مستعملها.. وفي المقابل قد تساهم في استفحال المناعة.
تقصد المناعة لدى البعوض
نعم ولكن المجهودات المبذولة من قبل سائر المتدخلين والمواطنين ينبغي أن تكون ناجعة بكيفية تحدّ من تواجد البعوض في المحيط السكنى وهذا من شأنه أن يفرز تراجع استعمال الرذاذات والمبيدات الخاصة.
هل أن المراقبة على هذه الرذاذات سواء منها المحلية الصنع أو الموردة هي محكمة الى حدّ كبير؟
مراقبة المنتوجات المحلية والموردة في إطار المسالك المنظمة تتم بالقدر المطلوب ولكن السوق الموازية هي عالم آخر.
وفي الختام
دراسة مثل هذه لابد منها لتطوير طرق المكافحة وهي وان دلت على شيء فهي تدل على الاهتمام بالبيئة واحترام صحة المواطن والعناية بالمحيط والنتائج التي تم التوصل إليها تؤكد على ضرورة اعتماد برامج مكافحة مندمجة ترتكز على طرق المكافحة البديلة (جهر الأودية ومجاري المياه وتعهد الدهاليز واستعمال الأسماك الآكلة لليرقات واستعمال زيت البرافين) وتحسيس المواطن لضمان مشاركة نشيطة لعمليات مكافحة الحشرات والإستعمال الرشيد والمتزن والمدروس للمبيدات.. فعلى سبيل المثال يمكن معالجة بالوعات تصريف مياه الأمطار المحتوية على مياه راكدة باستعمال زيت البرافين وتجنب استعمال المبيدات وبالتالي تحسين نجاعة المكافحة من جهة والحد من الضغط المسلط على البعوض باستعمال المبيدات مما يخشى معه إكساب تلك الحشرات المناعة ضد عملية المداواة.. كما يمكن للمواطن بمساهمة في توالد الناموس بدون أن يشعر.. حيث أن علبة طماطم أو ياغورت أو إطار مطاطي ملقى في محيط المنزل يمكن ان يتسبّب في توليد جيش من الناموس.

كم تدفع الدولة وكم يسدّد المواطن؟
منذ أيام ذكر وزير البيئة والتهيئة العمرانية عندما طرحت عليه «الاسبوعي» سؤالا حول كلفة مقاومة الناموس هذه السنة بأنها ناهزت ال 500 ألف دينار.. 500 ألف دينار كلفة الطلعات الجوية والادوية وساعات العمل وما إلى ذلك.. فكم يمثل هذا الرقم أمام ما يستهلكه المواطن لمقاومة الناموس في بيته.. منطقيا يصعب توفير الأرقام الكاملة للانتاج الوطني وللتوريد.. لكن رقما واحدا استوقفني ويتعلق بما تم توريده من رذاذات خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة والذي كان في حدود 333 ألف دينار ليسجل بذلك ارتفاعا محسوسا حيث كان في حدود 292 الف دينار خلال نفس الفترة من السنة الماضية.. والحديث هنا عن الرذاذات ولا نتحدث عن التجهيزات الكهربائية المحملة بأقراص المواد الكهربائية او السوائل. للاشارة كذلك فإن حجم توريد الرذاذات كان في حدود 638 الف دينار سنة 2008 و492 الف دينار في سنة ..2007 والتساؤل المطروح في مصلحة من يظلّ الناموس حرا طليقا.. سؤال جدير بالبحث المعمق.
حافظ
رئيس الغرفة الوطنية للرّذاذات: المبيدات المصنّعة لا تقدر على مقاومة الناموس المتعوّد على المواد السميّة
للتعرف على أهم الإشكاليات المطروحة على مستوى إنتاج المبيدات الحشرية في تونس قمنا بمحاورة رئيس الغرفة الوطنية للرذاذات السيد فهري محرز.
ما مدى استجابة المبيدات الحشرية المصنعة بتونس للشروط الصحية والبيئية؟
المبيدات الحشرية المصنوعة بتونس تستجيب تماما للمقاييس والشروط الصحية والبيئية وهي مواد تخضع تماما للمراقبة المشدّدة من طرف وزارتي الصحة والبيئة.. ما عدا المواد التي يقع استيرادها وخاصة عبر المسالك الموازية.
هل تعتقد أن معظم المبيدات المصنعة محليا تتميّز بنفس القدرة والنجاعة على مكافحة الناموس؟
المبيدات الحشرية في كافة أنحاء العالم لها تقريبا نفس التركيبة وتكون بالطبع مكافحة تماما للناموس والذباب إلا الناموس غير العادي بطبيعة الحال والذي يسمى بالناموس الملقح الذي أصبح متعوّدا على المواد السميّة وبلغ طور الكهولة.
ما هي أهم مراحل تطور الإنتاج الوطني في هذا المجال؟
الإنتاج التونسي لم يتطوّر نظرا لقوانين خزن المواد الأوّلية وخاصّة الغاز والتي تتطلب استثمارا كبيرا بينما السوق المحلية صغيرة نسبيا فضلا عن التوريد والسوق الموازية التي أصابت الصناعيين في مقتل الأمر الذي أجبرهم على تخفيض الإنتاج أو الإلتجاء الى التوريد.
ما رأيكم حول بعض التذمرات التي تذهب الى أن بعض أصناف الرذاذات تسبّب اختناقا للموجودين في محيط استعمالها وخاصة منهم الرضع؟
طبعا المنتوج العشوائي والمستورد بصفة غير قانونية لم يخضع للمراقبة وبالتالي يتسبّب في بعض الوضعيات الحساسة وخاصة إذا كان المستهلك لا يجيد طريقة الاستعمال.
هل يخضع إنتاجنا من المبيدات الحشرية لمنظومة مواصفات معيّنة وما هي تلك المنظومة إن وجدت؟
منظومة المواصفات بصدد الدّرس.. ولكن المواد المستعملة أصبحت مقننة من طرف وزارة الصحة وهناك قائمة في المواد التي يمكن استعمالها وهذا يعتبر خطوة إيجابية.
كيف تتم مراقبة مدى احترام المبيدات المصنعة في تونس والمورّدة للمواصفات قبل الاستعمال؟
مراقبة العلامات المعروفة والمنتجة في تونس هي مراقبة آلية أما المبيدات الموردة بصفة عشوائية لا أظن ذلك.
ما هي البلدان التي تصدّرون لها إنتاجكم وهل بالإمكان إعطاؤنا فكرة عن حجم الصادرات؟
البلدان التي نصدّر لها المبيدات هي أساسا البلدان الإفريقية عبر شركات التجارة العالمية.
ما هي المخاطر التي يمكن أن تتسبّب فيها المواد المعروضة بالسوق الموازية؟
يمكنني التأكيد أن المبيدات المعروضة في السوق الموازية مثل مواد التنظيف الأخرى لا تخلو من مخاطر على صحة المواطن بصفة مباشرة ولقد حان الوقت حتى يعرف المستهلك التونسي هذا الأمر لأنه الوحيد القادر على التصدّي لهذه الظاهرة.
وفي الختام
أشكركم على فتح هذا الملف الخطير وأشكر الإدارات المعنية التي تتابع هذا الموضوع لإحكام التدخل ومكافحة الناموس قبل أن يصبح كهلا وفي بعض الأحيان تصعب المعالجة حتى لو استعملنا مبيدات خاصة جدا.. علما وأن الغرفة الوطنية للرذاذات تتابع وتواكب التطورات العالمية عن طريق الجامعة العالمية للرذاذات وتحضر الندوات العالمية كلما سنحت الفرصة.

للتعليق على هذا الموضوع:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.