"ضيف ثقيل" بدأ يقلق راحة المواطنين حيث يشتكي العديد من سكان الأحياء والمناطق المتاخمة للسباخ من هجمات الناموس، وعلى الرغم من ان ظهوره يتزامن عادة مع ارتفاع درجات الحرارة فان عدم معالجته في الابان والقضاء على منابعه أصبح مشكلة تؤرق المواطن في غياب حلول للقضاء على "غزو" الناموس. في هذا الاطار أكد مصدر مسؤول في وزارة البيئة ان الهياكل المعنية تسعى جاهدة الى تطبيق برنامج للقضاء على ظاهرة الناموس و بالتنسيق مع كل المصالح المعنية في مختلف الوزارت مشيرا في الآن ذاته انه تم اقرار لجنة ممثلة من الاطراف المساهمة في عمليات تمويل البرنامج للقضاء على الناموس . وعن مسألة تأخر حملات القضاء على الناموس أكد ان الاسباب تعود بالاساس الى الحالة الاستثنائية التى تعيشها البلاد بعد اضراب البلديات و تأخر الاعتمادات الخاصة ببرنامج مكافحة الحشرات لكن وقع تلافي هذا التأخير بعد تحويل الاعتمادات والتسريع بتنفيذ البرنامج. وأضاف ذات المصدر انه تم اقتناء للغرض أدوية و مبيدات كميائية للقيام بعملية المداواة وتخصيص 9 الاف لتر من المواد المخصصة لهذه العملية. وفي هذا السياق تم تشخيص منابع الناموس ومعالجة اليرقات للحد من تكاثرها وانطلقت عملية المداواة منذ السبت الفارط وتركزت على سبخة السيجومي والمناطق المجاور لها . وكما أشار ان المناطق الشاسعة تتم التدخلات فيها بالوسائل الجوية في حين يقتصر التدخل في الوسط الحضري عبر وسائل وقائية تتمثل أساسا في تطهير المياه والقضاء المبكر على اليرقات في دهاليز العمارات والآبار ومجاري المياه في الحدائق العمومية إضافة إلى الأودية وقنوات تصريف المياه المستعملة . ومن جهة اخرى أكد مصدر مسؤول في الديوان الوطني للتطهير ان عمليات القضاء على الناموس والحشرات وهي عملية تتوزع بين ديوان التطهير ومصالح وزارة التجهيز وبعض المصالح الجهوية يتم التركيزفيها على التدخلات العضوية وتتمثل في جهر مجاري المياه وازالة المياه الراكده كما أن عملية نظافة المحيط والقضاء على الناموس يتم وفق برنامج يتم إنجازه من قبل مصالح وزارة البيئة، والبلديات وكذلك بقية المصالح والمؤسسات الأخرى مثل وزارتي الفلاحة والتجهيز . ويعود السبب الرئيسي لتكاثر الناموس حسب خبير مختص في كثرة الأوساخ وعدم رفع الفضلات بانتظام وهو ما ساعد على ظهور البعوض والذباب والحشرات التي تقلق راحة المواطن مشيرا الى هناك أنواع من الناموس وكل نوع له خاصيته، فالناموس الرّيفي يعيش في مياه الأمطار أما الصنف الثاني فهو الناموس الحضري الذي يتكاثر في المياه المتعفنة والذي يقلق راحة المواطن بلدغاته الحادة. ومن جهة اخرى حاولنا عديد المرات الاتصال بالمسؤول الإعلامي في بلدية تونس لمعرفة مدى تطبيق برنامج القضاء على الحشرات، ومدنا بمعطيات واحصائيات بخصوص هذا البرنامج خلال هذا الصيف ، لكن تعذر علينا . فهل هو تكتم على حملات مقاومة الناموس أم غياب برنامج للهياكل المعنية؟