احتضن امس المعهد العربي لرؤساء المؤسسات ملتقى حول «بعث المؤسسة في تونس» وناقش الحاضرون انطلاقا من عدد من المداخلات واقع بعث وادارة المؤسسات في تونس وتوقّفوا عند أهم خصائصها في هذه المرحلة الهامة التي تتميّز بكثرة الوافدين على سوق الشغل من ا صحاب الشهادات العليا. السيد سليم زرّوق رئيس الخلية الخاصة بالباعثين الشبان بالمعهد المذكور اشار ل «الشروق» ان القاعدة لبعث المشاريع الجديدة موجودة ومتوفّرة بحكم التشجيعات والحوافز الكبيرة وقال ان الفكرة من الملتقى هي تحسيس الشبان باهمية التوجه والبحث عن افكار لبعث مشاريع خاصة تمكنهم من ا دارة شخصية لمؤسسات اقتصادية او تجارية او خدماتية واكد ان الامر في غاية الاهمية أمام تناقص عدد مواطن الشغل وقال ان فكرة بعث مؤسسات هي الحل الوحيد / الممكن للتنقيص من عدد طالبي الشغل خلال السنوات القادمة وأضاف: «ان خلق فكرة بعث مؤسسة هي تحدي كبير لكن بفضل الاحاطة يمكن ان تتحقق وتكون نافذة للعمل والانتاج وتوفير مواطن شغل اضافية». عائلية وأشار السيد عبد العزيز درغوث (باعث في قطاع النسيج) الى النقص الموجود في ثقافة بعث المؤسسة وإدارتها وقال: «نفتقد حقيقة في تونس الى هذه الثقافة ودون ثقافة مؤسساتية لا يمكن ان نضمن بعث المؤسسة ونجاحها واستمرارها في العطاء ونبعد عليها شبح الافلاس او الغلق». وتوقف السيد سمير بن علي (باعث شاب) الى نفس الموضوع وقال في التكوين الذاتي والعلمي لا نمتلك شيئا اسمه ثقافة بعث المؤسسة... وقال برغم الفرص المتوفّرة والمستقبل المفتوح امام الشبان فان اغلب المشاريع والاحداثات بقيت في اطار عائلي ووراِثي وهو امر على ايجابيته اذ يمكن من ضمان استمرارية المؤسسات فإنه سلبي اذ لا يمكن من توسيع القاعدة الصناعية والاقتصادية وتكثيفها. نقائص وأفاد السيد سمير الى أن التكوين يفتقد الى الخبرة والدراية الجيّدة واقترح من ثم ان يتم اعطاء الفرصة للتلميذ والطالب لمعرفة المحيط الاقتصادي والاطلاع على واقع المؤسسات على خلفية انه يمكن ان يكون في اي فترة من حياته باعثا لمشروع او مديرا لمؤسسة يجب ان يمتلك من اجل ادارتها الادارة الجيدة ثقافة ولو مبدئية وبسيطة عن فلسفة المؤسسة وكيفية تسيير شؤونها واقترح لذلك تدريس مادة ادارة المؤسسات في التعليم الابتدائي. ويعتبر نفس المتحدث ان الثقافة المؤسساتية هي مزيج من الدراسة والتعليم والالتصاق بالواقع الاقتصادي ومحيط الاعمال واشار الى أن العدد الاوفر من باعثي المشاريع الذين تمكنوا من انجاح اعمالهم هم من الفاشلين في الدراسة وممّن لم يحصلوا على شهادة جامعية عليا. احاطة وأضاف السيد سمير بن علي ان بعث المؤسسة مرتبط بالباعث نفسه لكنه لا يمكن أن ينفصل عن الواقع وأكّد على ضرورة ايجاد نوع من الرقابة الايجابية التي تشيد بالنجاحات وتساعد على تطوير الاعمال والالتقاء بها وتبتعد عن الرقابة السلبية التي كثيرا ما التصقت بمسائل جبائية او دفوعات مالية معيّنة. ويرى عدد من المتابعين لاشغال الملتقى ضرورة مزيد تفعيل الاحاطة الايجابية بالمشاريع الجديدة ورعايتها الرعاية المضاعفة حتى تضمن لا فقط انبعاثها وتواجدها بل كذلك استمراريتها وتواصلها ويعتبر احمد بن مسعود (باعث) ان بعث مرصد وطني لمتابعة بعث المؤسسات وادارتها سيكون له مفعول ايجابي من اجل معرفة الاسباب الحقيقية وراء فشل بعض الاحداثات والوقوف عند الشروط المثلى لضمان نجاحها واكد المتحدث على دور الجمعيات مثل الغرف الاقتصادية والتجارية في تشجيع الشباب وحثهم على الاقبال على الاستثمار وتوجيه اهتماماتهم التوجيه الامثل ويرى الباعث سمير بن علي ان خطة مرشد اقتصادي قد تكون مفيدة للاحاطة الجيدة بالمستثمرين والاطلاع على احوالهم في اطار من الاريحية والايجابية.