في إطار دعم الإنتقال اديمقراطي إنطلقت عشية الجمعة 1 جوان 2012 فعاليات ملتقى أفاق التنمية بجزر قرقنة ‘ تنظيم جمعية كيرانيس . تستمر اعمال الملتقى وورشاته إلى نهاية الأسبوع وعلى إمتداد ثلاثة أيام ‘ من الجمعة 1 جوان ‘ الى الاحد 3 جوان ‘ وفي حضور نخبة من العاطلين والحاملين لشهائد عليا من سكان الجزيرة وأبنائها والمقيمين فيها تشدوهم روح البذل والعطاء والخلق وبعث المشاريع لإدخال ديناميكية اقتصادية وتنموية في جزر قرقنة . تحمل هذه الأيام التنشيطية التنموية برنامج ثري ومكثف على امتداد ثلاثة أيام وبحضور نخبة من الاساتذة الجامعيين والباحثين في الشأن الاقتصادي وإدارة الحوار مع مسيرين ومديرين هياكل الدعم والمساندة والبعض من أعضاء المجلس التأسيسي . اليوم الاول الجمعة بكلمة رئيس جمعية كيرانيس السيد رشدي القبائلي افتتح الملتقى وانطلقت اشغاله بورشة تطبيقية عملية إدارة الخبير الاقتصادي والمفكر رضا القرمازي وهي ” سبل تواصل الشباب مع هياكل المساندة والدعم في الافراق الجامعي والادماج المهني ” . كان ذلك من خلال مقاربة تقوم على التفريق بين ثلاثة عناصر أساسية طالما وقع الخلط بينها من طرف الخبراء والأساتذة أولهما الثقافة المؤسساتية التي ترتكز على التصرف والوعي الجماعي وحول نفس التشريعات الخاصة بالإدماج المهني والإفراق الجامعي وكيف يقع رد الفعل من طرف الشباب حولها (feed back ) وثانيها مخطط الأعمال وعدم وجود جدوى في طريقة تعامل هياكل المساندة والدعم في التواصل مع الشباب مما أدى إلى توضيح بعض النقاط العلنية في ما يخص التواصل المؤسساتي والتفاف الجميع حول نفس طرق التخاطب والتواصل لأن الاشكالية الكبرى والقائنمة في تونس اساسا على أننا نعتمد بشكل مفرط على التخاطب المباشر واللفضي ونهمل بدون أي وعي ما ينتج عن طريق التخاطب الغير اللفضي المتعلق بملامح الشخص وامكانياته الذهنية وطاقاته البشرية والجسدية . هذا يؤدي في أغلب الأحيان إلى طرق مختلفة ومعقدة في التفاهم تجعل الشباب ينفر من إتمام مخطط الأعمال وتذهب دافعيته سدا . ثالثهما إحداث وبعث المؤسسة والذي يفتقد في تونس الى المرافق والمساند الفعلي إلى حين قيام المشروع واطلاق الانتاج وحتى بعد . مهنة المرافق غائبة والدولة تقوم وتعوض هذا الفعل الذي يأمن أو يصاحب وحدة التفكير المؤسساتي لدى الباعث الشاب الذي يجد نفسه في كل الاحوال خارج المنطق العملي والفعلي لبعث وإحداث المؤسسات . القصور الفعلي في أداء هياكل المساندة والدعم التي كانت تعمل قبل الثورة حسب موقعها الضعيف لأنها تمثل الدولة الحكومة . الفساد والتسيب الاداري وتداخل ماهو سياسي في عجلة التنمية وبعث المشاريع جعل هذه القطاعات غير مهيكلة . عدم الهيكلة ابتلع الإقتصاد الحقيقي بما فيه من إستثمار وعمل واستهلاك وإدخار بنسبة تقارب الستين او السبعين بالمائة من الاقتصاد الوطني . هذا جعل مصداقية هذه الهياكل ضعيفة بقدر ما ضعفت سلطة الدولة على العناصر الفاعلة الحقيقية في المنظومة التنموية . من هنا تطرق الخبير الاقتصادي رضا القرمازي إلى ديناميكية الإقتصاد الحالي ومثلها بسيارة جميلة ذات كراسي مريحة ولكنها لا تتقدم بسبب عدم احتوائها على محرك . المحرك هو منوال التنمية الغائب منذ 14 جانفي إلى اليوم رغم المقترحات والبرامج المطروحة من الأحزاب بما فيهم ترويكا اليوم كانت أغلبها يغيب فيها المنوال التنموي الحقيقي الذي يتماشى وواقع البلاد وظرفه الإقتصادي . منوال التنمية في العهد البائد يعتمد على الفساد والسرقة وتعدد الصناديق أصبح اليوم في ظل مقاومة الفساد والرشوة دون منوال . تجاوب إجابي بين المحاضر المنشط داخل القاعة تحكمه التلقائية والعفوية والنشاط الحي الذي أوصل المجموعة على طرح واقتراح ثلاثة برامج قابلة للتنفيذ في جزر قرقنة أولهما إحداث لجنة إفراق جامعي في صلب جمعية كيرانيس ثانيهما لجنة الإدماج المهني والثالثة لجنة الثقافة المؤسساتية . هذه تعمل على تثمين محتوى الشهائد العليا لشباب الجزيرة لكي يقع التشغيل حسب الكفاءات والإختصاصات المدونة بالشهائد ولكي يندمج الباعث في المنظومة الوطنية لخلق الثروة وبعث وإحداث المشاريع وتوفير المرافقة الازمة من طرف هذه اللجان المستقلة والمحدثة خصيصا للغرض مع تذليل صعوبة تمويل المشاريع والبحث على الموارد المالية والاقتراب من محيط وخاصيات الجزيرة .