سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خاص ب«الشروق»: المحامي الليبي والقيادي في المجلس الوطني الانتقالي محمد عبد اللّه المغيربي ل«الشروق»: الفرنسيون اختاروا اسقاط القذافي يوم 14 جويلية 2011 تخليدا لثورتهم
يتواصل توافد الشخصيات الليبية على مدن الجنوب التونسي أين تنتشر المخيّمات التي تؤوي آلاف الليبيين الذين فرّوا الى تونس من أهوال الحرب في بلادهم. الأستاذ المحامي محمد عبد اللّه المغيربي القيادي في المجلس الوطني الانتقالي والحقوقي البارز في ليبيا التقته «الشروق» وهو في قمّة الغضب جرّاء ما صدر في صحيفة يومية تونسية كانت قد تحدثت على لسان رئيس المجلس الوطني الانتقالي القاضي مصطفى عبد الجليل مدّعية أنه جاهز للتطبيع مع اسرائيل بعد سقوط نظام معمّر القذافي قائلا: «معالي المستشار، رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل رجل وطني وقومي معروف بولائه التام للقضية الفلسطينية ومساندته اللاّمشروطة لقضايا الوطن والأمة. لذلك صدم الجميع في ليبيا لما قرؤوا هذا الخبر الخاطئ والعاري من الصحة ومن بين المهام الموكولة في زيارتي الى تونس هو الاتصال برئيس تحرير جريدة «الشروق» السيد عبد الحميد الرياحي لنكذّب عبرها هذا الخبر وقد اخترنا أن نردّ على الصحيفة التي نشرت الخبر المزيف لما تحظى به «الشروق» من إشعاع وصدق لدى عموم المسؤولين الليبيين في المجلس الوطني الانتقالي على أننا نأسف أن تنشر الجريدة الأخرى مثل هذه الأنباء دون الرجوع الى مصدر الخبر ولا نعلم من أين استقت هذه المعلومات». والحقيقة أنني حاولت شرح المصاعب التي تعترض الصحفيين التونسيون للوصول الى مصادر الخبر خاصة في تغطيتهم للأحداث الجارية في ليبيا، لكن محدّثي كان متشبثا بفكرته وهي أنّ جهات ما تقف وراء نشر هذا الخبر الزائف في تلك اليومية التونسية لتشويه صورة الثورة الليبية مؤكدا أن كل المستشارين في المجلس الانتقالي منكبّون على مناورة الثوار في جميع الجهات التي تشهد معارك ضاريةوهي أولويّة الأولويات للمحافظة على الجبهة الداخلية وتدعيمها وتوفير المستلزمات الأساسية للمواطنين من غذاء ودواء ورواتب مع مواصلة الحراك السياسي من أجل الحصول على مزيد الاعترافات الدولية بالمجلس الانتقالي على أساس أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي». ولمّا سألته عن مطامع الدول الغربية في السيطرة على ثروات ليبيا لم يفاجئه السؤال بل أكد لي: «نحن على وعي تامّ ومعرفة كاملة بنوايا الأصدقاء والأعداء ولكن ليبيا لن تكون عراقا جديدة والنفط سيبقى لليبيين ولأشقائنا الذين ساندونا وبالخصوص الشعب التونسي والمصري، فلن ننسى تلك الهبّة التضامنية التي لم يشهد لها تاريخ العرب الحديث مثيلا». ولما وصل الحديث الى دول الجوار مع ليبيا وخاصة تونس قال محدّثي: «نحن لا نريد توريط تونس في المسألة الليبية لأننا نعلم أن القذافي ينتظر أن تتدخل تونس في الحرب لضرب مدن الجنوب التونسي ومن ثمّة تصدير الحرب من ليبيا الى دول الجوار مما سيحوّل المنطقة بأكملها إلى ميادين معارك وهو ما سيمدّد كذلك في فترة حكمه، لكننا على اتصال دائم مع إخواننا التونسيين ونعلم جيدا أنّ نجاح الثورة في تونس سيساعد ليبيا على إنجاح ثورتها. وليبيا تعوّل جدا على الأشقاء التونسيين لاعادة بناء ليبيا جنبا إلى جنب مع إخوانهم الليبيين وأقول كذلك إنّ ليبيا مستعدّة لاستقبال مليون تونسي للعمل في ليبيا ومساعدة تونس في عملية الاصلاح اقتصاديا واجتماعيا». لكنّ سؤالا ملحّا كان عليّ أن أطرحه على الأستاذ المحامي القيادي في المجلس الانتقالي عن ملامح المرحلة القادمة وما إذا كان نظام القذافي قد شارف على نهايته وحينها ابتسم محدّثي ليقول: «ما يقوله الناتو هو من قبيل التكتيكات العسكرية لكننا نحن نعلم بأنه ميدانيا أصبح الثوار على مشارف طرابلس من الجهات الثلاث ومتى تمّ تضييق الخناق على العاصمة فإنّ نهاية القذافي قد قربت وربّما يسعى الفرنسيون الى اسقاط القذافي بعملية نوعية كتلك التي حصلت في الكوت ديفوار مع غباغبو يوم 14 جويلية 2011 تخليدا للثورة الفرنسية وإعطاء بعد انساني لتدخلاتهم العسكرية في ليبيا وربط الثورتين بما يسمح للثورة الليبية للارتقاء للكونية لكنها تخمينات فالحقيقة لا يملكها إلاّ اللّه والثوار». من مبعوثنا الخاص: الحبيب الميساوي