تونس الشروق : لأنها نصف المجتمع ولأنها عماد الاسرة سخّرت الارادة السياسية جميع الطاقات لتجعلها فاعلة في العمل بالحقل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي ومضطلعة بدورها كأم وربّة أسرة. فتقلّدت المرأة التونسية مناصب هامة لا سيما منها سلطة القرار وتمّ اقرار مبدأ عدم التمييز بين المرأة والرجل في علاقات العمل من خلال تنقيح القانون عدد 66 لمجلّة الشغل لتتميز بدورها على عديد الدول العربية وحتى المتقدمة. وتتساوى في الاجر مع الرجل وفق تعاطيها نفس النشاط. أسرة متماسكة وتعيش المرأة التونسية داخل اسرة متماسكة لكل فيها حقوق وواجبات حيث ادخلت عديد التنقيحات لمجلّة الاحوال الشخصية كحذف واجب الطاعة وتعويضه بواجب الاحترام المتبادل وحسن المعاشرة بين الزوجين واحداث قاضي الاسرة وتمكينه من صلاحيات عديدة قصد الحفاظ على بقاء الاسرة وتماسكها خاصة على مصلحة الابناء القصّر. فعاشت الاسرة التونسية بعد التغيير عيشة راضية مرضية وتعكس المؤشّرات والارقام تحسّن ظروف عيشها ذلك أن 80 من الاسر التونسية سنة 2002 مالكة لمساكنها واتّسعت الطبقة الوسطى من 66 سنة 1995 الى 85 سنة 2003 . وكانت طموحات بن علي اكبر من حجم عدد الاسر التونسية بالمدينة كانت ام بالريف او المهجر. فلم يفوّت فرصة او مناسبة الا واطّلع على احوال هذه الاسرة ليوصي على اثرها بمزيد تفعيل الهياكل وتعزيزها بهياكل جديدة نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر صندوق ضمان النفقة وجراية الطلاق الذي انتفعت بخدماته حوالي 8405 اسرة خلال سنة 2003 . طفولة آمنة حين تتحرّك الانسانية في وجدان انسان اختار أن يقود بلاده نحو الامان الدائم يحتل الطفل الذي هو عماد الغد وركيزة المستقبل قسطا هاما من البرامج الاصلاحية. ولعل قانون تصريح الام وحدها كاف لاكساب المولود الجنسية التونسية في صورة وفاة الأب او فقدانه او انعدام أهليّة هو خير دليل على احترام حقوق الطفل في تونس التي تبدأ من حقّه في أن يكون تونسيا قبل كل شيء ومنحه حق الانتماء الى هذا الوطن. ولا تقف رحابة صدر بن علي عند حدود مكان او زمان لتحنو على جميع الاطفال يتيما كان او بين احضان والديه. فتم بعث عديد الهياكل التي تعنى بالطفولة ومنها برلمان الطفل ليكون فضاء حوار واطارا للتعبير عن آرائهم في المواضيع ذات الصلة بحقوقهم وتعويدهم على روح المسؤولية وتجذير الحس المدني لديهم. وتتجاوز الانجازات كل الحدود ليأمر بن علي باحداث مرصد لحماية حقوق الطفل وبعث هيكل في شكل شخص يدعى مندوب الطفولة يقوم بالتدخل الوقائي في جميع الحالات الصعبة ويتعهّد بمختلف وضعيات الطفولة المهدّدة وتقدير الصعوبات التي تواجهها ويعمل على وضع حد لكل ما يهدّد سلامة الطفل البدنية او المعنوية. هذا هو اذا تمشي بن علي للنهوض بشؤون المرأة والاسرة والطفولة ولأنهم مدينون جدا لرجل الاصلاح الذي كان ارادة سياسية خلف حصولهم على هذه المكاسب. فهم إذا حريصون على الوفاء بالدين وانتظاراتهم لازالت كبيرة من رحلة الاصلاح.