اجماع شبه كلي بين مترشحي الباك واساتذتهم حول غياب المفاجآت في طرح مواضيع التفكير الاسلامي للآداب والرياضيات للعلوم التجريبية وتخوف من الاصلاح ومن الاختبارات القادمة... «الشروق» التقت عددا من التلاميذ والاساتذة للحديث عن اليوم الثالث للباكالوريا. كانوا يجتمعون تحت اشجار معهد ابو القاسم الشابي بقابس لمناقشة المواضيع وطرق طرحها وقد بدت عليهم امارات الارتياح وانتفت كل مظاهر التخوف التي رافقت اليوم الاول... مجموعات من تلاميذ الباكالوريا جمعتهم رغبة النجاح رغم اختلاف شعبهم فتحدثت رشيدة الاخضر تلميذة من شعبة الاداب عن مواضيع التفكير الاسلامي واعتبرتها «في متناول المترشح خاصة ان موضوع الاختلاف بين العالمية والعولمة من المنظور الاسلامي يمكن ان ننجزه من خلال الثقافة العامة وهو ما عولت عليه صراحة وتطرقت من خلاله الى تفريعات تتحدث عن القمع والاستبداد وهي مواضيع الساعة من ناحية ومواضيع مندرجة في البرنامج». وتواصل رشيدة حديثها بانها توقعت ان يتم طرح مواضيع تتعلق بمصادر التشريع الاسلامي مثلا او الابداع والقيم ولكن مع ذلك فالمواضيع ليست صعبة اذا قارناها بمواضيع السنة الفارطة رغم اختلاف الظروف الموضوعية ل«باك» السنة الفارطة عن نظيرتها لهذه السنة ونتمنى ان يتم مراعاة الظروف الخاصة التي مر بها تلاميذ الباكالوريا وفي العموم فلم يعكر صفو اجواء الامتحانات بالنسبة إلي الا طريقة بعض الاساتذة في المراقبة بكثرة تنقلاتهم والوقوف من حين الى آخر خلف هذا التلميذ او ذاك وهو ما يفقده تركيزه». ٭ عين على التفكير الاسلامي واخرى على التاريخ والجغرافيا ورغم ان موضوع التفكير الاسلامي كان في المتناول فانه لم يكن من المواضيع المتوقعة حسب سوسن البكري «في الحقيقة توقعت موضوعا عن الحرية ونحن نعيش نسائمها او عن الجبرية والمعتزلة وهي من المواضيع المحبذة لدى التلميذ لجانبها الفلسفي ولتاكيدات الاساتذة على ضرورة العناية بها بشكل كبير خاصة ان هذه المادة الاختيارية يمكن ان تساعد على نجاح التلميذ اذا تميز فيها وفي العموم فمواضيع التفكير الاسلامي في المتناول على عكس مواضيع الفلسفة والعربية اللتان اعتبرهما صعبتين خاصة موضوع النمذجة بعد ان اعتصمنا في المعهد في اكثر من مناسبة من اجل الغائه من البرنامج وهو ما توقعه اساتذتنا ولكننا فوجئنا به من المواضيع الاساسية وكذلك الشان بالنسبة إلى أزمة عمر الحمزاوي من خلال الحوار في «شحاذ» نجيب محفوظ. طارق الغرايري يؤكد من ناحيته على الاجواء المناسبة للامتحانات وما يوفره اغلب الاولياء والاطارات التربوية من ظروف مناسبة ولكنه مع ذلك يبدي تخوفا من امتحان التاريخ والجغرافيا «هذه المادة نعتبرها حاسمة وقد كانت كذلك في السنة الفارطة بعد ان اخفق العديد من التلاميذ في اجتياز الباكالوريا بسببهما وقد اكد اساتذتنا للتاريخ والجغرافيا على ضرورة الاستعداد الجيد لهذه المادة لانها ستكون حاسمة فعلا فبالنسبة لنا في شعبة الآداب فاننا ننتظر هذه المادة لنحكم على امتحان باكالوريا هذه السنة وحبذا لو يراعي الاساتذة الظروف التي مر بها التلاميذ في هذه السنة». نجوى النايلي وزينب الزيدي تلميذتا باكالوريا علوم اجتازتا يوم امس امتحان الرياضيات وابدتا ارتياحا واعتبرتا انه « في المتناول ولم يخرج عما توقعناه من تركيز على الثلاثية الاولى باعتبارها مستوفاة الشروط في دراستها وما لم نتوقعه هو ان يكون التمرين حول «الفضاء» في شكل سؤال متعدد الاجابات لانه يحرمنا من نقطتين على الاقل اذا كان في شكل تمرين منفصل وعموما فان الامتحان في المتناول ونتخوف في قادم الايام من امتحان الفيزياء لانه يتطلب مجهودا كبيرا وحفظا دقيقا للقواعد العلمية». ٭ الثلاثية الاولى سيدة باكالوريا هذا العام تقييم الاساتذة لم يختلف كثيرا عن تقييم التلاميذ من حيث ان المواضيع في المتناول فاكد محمد بن مريم استاذ التفكير الاسلامي ان «موضوع الكونية تناوله الاساتذة بالدرس وتعمقوا فيه منذ الثلاثية الاولى ويتطرق الى نظرة الاسلام للشعوب والحضارات في اختلاف جوهري مع نظرة العولمة التي انطلقت من بعد اقتصادي لتحاول الهيمنة على الشعوب وفرض ثقافة الغرب على الاخر فالنظرة الاسلامية تعترف بثقافة الاخر ولا ترفضها بما جعل الخطاب الاسلامي خطابا عالميا يحترم خصوصيات كل ثقافة ولا يفرض عليهم عاداته وتقاليده الا ما يتعارض مع الاحكام الشرعية وهذا ما جعل الفئات والاجناس على امتداد التاريخ الاسلامي تتعايش مع الحضارة الاسلامية ولا تتصادم معها في حين تحاول العولمة سلب الآخر ثقافته وصهره في ثقافة كونية لا تعترف الا بالثقافة الغربية مرجعا وعموما فان الموضوع في متناول اغلب التلاميذ». المنجي عمري وفتحي مراد استاذا رياضيات اعتبرا من ناحيتهما ان المواضيع المطروحة في شعبة العلوم في متناول التلميذ المتوسط «فالاسئلة متعددة الاجابات لا تتطلب الا تطبيقا عمليا مباشرا لما ورد في الدروس لخلوها من كل فخ يمكن ان يقع فيه التلميذ وكذلك الشان بالنسبة إلى الاعداد المركبة وتحاليل «اللوقاريتم» والتحاليل باستعمال رسوم المنحنيات وغيرها وعموما وحسب ما لاحظناه فهناك تركيز على دروس الثلاثية الاولى وقد يكون لذلك تفسيره الموضوعي خاصة ان التلاميذ انفسهم يرغبون في ان تكون المواضيع من الثلاثية الاولى لاستيعابهم لهذه الدروس وفي العموم فاغلب المواضيع في المتناول رغم غياب الابتذال فيها بما يحافظ على قيمة الامتحان».