حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاتحاد الافريقي أمس على اتخاذ موقف قوي من ليبيا أملا في دفع زعماء افريقيا الى اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن الاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي الذي لا يزال يتمسك في المقابل بموقفه الرافض للتنحّي. وهيلاري كلينتون هي أول وزيرة خارجية أمريكية تلقي كلمة أمام الاتحاد الافريقي في أديس أبابا المؤلف من 53 عضوا. وشددت كلينتون في هذا الصدد على الحاجة الى دعم المزيد من الدول الافريقية للائتلاف الذي يقوده الغرب والذي يطالب بالاطاحة بالقذافي الذي كان لسنوات داعما ماليا وديبلوماسيا رئيسا للكثير من القادة الأفارقة. كما حذّرت هيلاري كلينتون ايضا من ان الاحتجاجات التي تجتاح الشرق الاوسط قد يكون لها صدى في افريقيا والتي يوجد بها زعماء يحكمون ولم يحرزوا بعد تقدما يذكر على صعيد الاصلاح السياسي والاقتصادي. وجاءت كلمة كلينتون أمام الاتحاد في ختام جولة افريقية شملت ثلاث دول سعت خلالها الى التركيز على مسعى إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتعزيز العلاقات التجارية مع افريقيا وتشجيع الحكم السياسي والاقتصادي الرشيد. في الاثناء أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم مساء أول أمس ان النظام يرفض اي بحث في موضوع تنحي العقيد معمر القذافي قاطعا بذلك الطريق على عرض تركيا التي قدمت «ضمانات رحيله». وقال ابراهيم في مؤتمر صحفي «نرفض اي حوار بشأن تنحّي الزعيم معمر القذافي». وأضاف «لا يحق لأحد أن يطلب من الزعيم الرحيل... لا يمكن لأحد أن يأتي الى هنا مع خطة تتضمن تنحي الزعيم، مضيفا «إن هذا الاقتراح غير أخلاقي وغير قانوني ولا معنى له». وفي الوقت نفسه بث التلفزيون الليبي مساء أول أمس مشاهد ظهر فيها القذافي يلعب الشطرنج مع رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان ايليو مجينوف. وجدت المباراة بحضور محمد القذافي الابن البكر للعقيد الذي يرأس اللجنة الاولمبية الليبية ويدير قطاع الاتصالات في ليبيا. وكان ايليو مجينوف قد أعلن لوكالة انترفاكس الروسية في اتصال هاتفي من طرابلس حيث يقوم بزيارة رسمية بصفته رئيسا للاتحاد ان القذافي أكد له انه لا يعتزم التنحّي عن السلطة ومغادرة البلاد. وفي مقابلة أخرى مع اذاعة «كومرسانت آف أم» الروسية قال رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج إن اجتماعه مع القذافي لم يجر في حصن بل في أحد المباني الإدارية بالعاصمة الليبية.