رغم تخلي معظم دول العالم عنه ومطالبتها إياه بالتنحي عن السلطة مؤكدة فقدانه لكل شرعية، ورغم كل الانشقاقات عنه والتي شملت العديد من المسؤولين في الدائرة القريبة منه، مازال العقيد الليبي معمر القذافي يصر في عناده ورفضه لكل الحلول التي عرضت عليه لإنهاء الأزمة التي فجرها مع شعبه... بل وإمعانا في التحدي والاستفزاز، لم يتردد في الظهور مساء أول امس بالتلفزيون الليبي الرسمي وهو يلعب الشطرنج مع الروسي كيرسان ايليومجينوف رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج، للايحاء بأنه مازال يعيش حياة عادية وليس مختبئا في الداهاليز والمستشفيات للإفلات من القصف الجوي لقوات الحلف الأطلسي كما ذكرت مصادر عديدة مختلفة. وحسبما ذكر التلفزيون الليبي، فقد جرت المباراة بحضور محمد القذافي الابن البكر للعقيد الليبي والذي يرأس اللجنة الاولمبية الليبية ويدير قطاع الاتصالات في ليبيا. وظهر القذافي في اللقطات التي تم بثها، مرتديا عباءة بنية اللون ونظارات شمس سوداء، وبدت خلفه شاشة تبث برنامجا للتلفزيون الليبي يحمل تاريخ 12 ماي 2011. ولم يوضح التلفزيون من الذي فاز في نهاية الجولة، فيما قال ايليومجينوف لوكالة انترفاكس في اتصال هاتفي من طرابلس حيث يقوم بزيارة رسمية بصفته رئيسا للاتحاد الدولي للشطرنج ان القذافي اكد له انه لا يعتزم التخلي عن السلطة ومغادرة البلاد. وقال ايليومجينوف ان «اللقاء استمر زهاء ساعتين، لقد لعبت الشطرنج مع القذافي»، مضيفا ان «القذافي قال لي انه لا يعتزم مغادرة ليبيا، مشددا على ان ليبيا وطنه، وانها الارض التي قتل فيها ابناؤه واحفاده. وفي مقابلة اخرى مع اذاعة «كومرسانت اف ام» الروسية أكد رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج ان اجتماعه مع القذافي «لم يجر في حصن بل في احد المباني الادارية في العاصمة» الليبية. كلينتون في أديس أبابا ويأتي هذا التطور في حين حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الزعماء الافارقة على التخلي عن العقيد الليبي قائلة انه حان الوقت لان يوفوا بتعهداتهم بدعم الديمقراطية في ربوع القارة. وحذرت كلينتون وهي أول وزير للخارجية الامريكية يلقي كلمة أمام الاتحاد الافريقي الذي يضم 53 دولة من ان الزعماء الافارقة الذين لم يتبنوا الاصلاح يواجهون خطرا من نفس موجة الديمقراطية التي تجتاح الشرق الاوسط واعتبرت ان «الوضع الراهن قد سقط والطرق القديمة للحكم لم تعد مقبولة». وأضافت في كلمتها في مقرالاتحاد في اديس ابابا «صحيح أن القذافي لعب دورا رئيسيا في تقديم الدعم المالي لكثير من البلدان والمؤسسات الافريقية بما فيها الاتحاد الافريقي... لكن اصبح واضحا أننا تجاوزنا بكثير زمن امكانية بقائه في السلطة.» وكلينتون هي أول وزيرة خارجية امريكية تلقي كلمة امام الاتحاد الافريقي في اديس ابابا المؤلف من 53 عضوا. وتأتي كلمتها امام الاتحاد في ختام جولة افريقية شملت ثلاث دول سعت خلالها الى التركيز على مسعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتعزيز العلاقات التجارية مع افريقيا وتشجيع الحكم السياسي والاقتصادي الرشيد. اعتراف رسمي ألماني ب»الانتقالي» في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الالماني غويدو فيسترفيله أمس اعتراف بلاده رسميا بالمجلس الانتقالي الليبي المعارض ممثلا شرعيا للشعب الليبي، وذلك خلال زيارة قام بها لمدينة بنغازي معقل المعارضة. وقال الوزير الالماني في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير خارجية المجلس علي العيسوي «هدفنا واحد، وهو ليبيا بدون (العقيد معمر) القذافي. إن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب الليبي». معارك في الزاوية على صعيد التطورات الميدانية، أعلنت الحكومة الليبية أمس أن قواتها تصدت لمحاولة جديدة من جانب قوات المعارضة للاستيلاء على بلدة الزاوية في شرق ليبيا، في الوقت الذي ذكر فيه مقاتلو المعارضة إن قتالا عنيفا وقع في وسط الزاوية. وقال صحفيون سمحت لهم السلطات الليبية بزيارة البلدة إنها كانت أمس هادئة وخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. وأكد الصحفيون أن العلم الليبي الأخضر مرفوع فوق مركز البلدة. وكانت قوات القذافي قد استردت الزاوية من أيدي قوات المعارضة في شهر مارس الماضي بعد قتال عنيف استمر إسبوعين. ويقول مراسلون في طرابلس إنه مع اتساع رقعة الاشتباكات على عدد من الجبهات، قد تجد القوات الحكومية نفسها مشتتة، خاصة أنها فقدت عدد كبيرا من قطع الأسلحة الثقيلة والدبابات تحت وطأة عشرة أسابيع من القصف بطائرات حلف النيتو. كما استمرت المواجهات كذلك حول بلدتي مصراته التي تسيطر عليها قوات المعارضة، والبريجة الخاضعة للقوات الحكومية في شرق مصراته. وتواترت تقارير عن احتجاجات مناهضة لرئيس الليبي معمر القذافي في بلدة سبها الواقعة في جنوب ليبيا.
لأول مرة.. اشتباكات في مدينة ترهونة.. وأزمة غاز في طرابلس علمت «الصباح» من مصادر إعلامية للثوار الليبيين أن مدينة ترهونة شهدت ولأول مرة منذ اندلاع الثورة الليبية اشتباكات وإطلاق نار عنيف ظهر أمس فيما يسود الاعتقاد أن طلائع الثوار بلغت حدود المدينة الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب شرق طرابلس وتحديدا بين بني وليد والعاصمة. مدينة ترهونة التي ظلت منذ بدايات الثورة محسوبة على النظام تضم إحدى أكبر القبائل الليبية الموالية لنظام العقيد القذافي. فبالإضافة إلى أهمية ثقلها الديمغرافي بصفتها إحدى أهم قبائل الموالاة تحظى مدينة ترهونة بثقل سياسي وعسكري كبيرين في حسابات النظام. وقوع مثل هذه الاشتباكات يندرج حسب المراقبين إلى المرحلة الجديدة التي دخل فيها الثوار بنقل المواجهات إلى المحاور المتاخمة للعاصمة تشتيتا لجهود الكتائب وتخفيفا من ضغوطات الكتائب على الثوار بالجبل الغربي حيث تعذر على قوات الحلف الأطلسي توجيه ضربات لكتائب العقيد لفقدان الإحداثيات الدقيقة في هذا الصدد. على صعيد آخر أفاد شهود العيان من المواطنين الليبيين العابرين للحدود التونسية والقادمين من طرابلس أن العاصمة باتت تفتقد كليا لمادة غاز الشعول المستخدم في المطابخ حيث اضطر الأهالي في العاصمة الليبية إلى استخدام المواقيد الكهربائية وحتى الحطب والفحم... أزمة الغازهذه تنضاف إلى أزمة البنزين والمحروقات حيث شوهدت طوابير السيارات متطاولة أمام محطات شحن البنزين في العاصمة طرابلس وفي بلاد عضو في منظمة الأوبيك للدول المصدرة للنفط. صابر فريحه