مع خفوت صوت السلاح تدريجيا في ليبيا، تبدو ملامح انفراج سياسي قريب للأزمة فبعد جولات سرية من الحوار بين طرفي الصراع أوردت مصادر روسية مطلعة أن العقيد الليبي معمر القذافي قد يجنح الى خيار التنحي في حال وجود ضمانات مالية وسياسية وخاصة قضائية. موسكوطرابلس (وكالات) أعلنت صحيفة «كومرسانت» الروسية ان القذافي مستعد للتنحي عن السلطة مقابل ضمانات عديدة، فيما اتهمت طرابلس «الناتو» بعرقلة الحوار مع المجلس «الانتقالي» وبالحيلولة دون الوصول الى حل يرضي الطرفين، وسط أنباء عن مقتل 11 شخصا وإصابة 57 آخرين في قصف لكتائب القذافي لمصراتة. وذكر أحد الثوار أن معظم الضحايا مدنيون. إشارات العقيد ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالكبير في القيادة الروسية القول بأن العقيد يبعث بإشارات عن استعداده التخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية يبدو ان باريس قادرة على تأمينها كاملة. وأضاف أن الضمانات تتمثل في الرفع الجزئي عن أمواله المجمدة وفي عدم ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية وفي السماح لابنه سيف الاسلام بخوض الانتخابات في حال تنحيه عن السلطة. وتختلف هذه التسريبات الاعلامية مع التصريحات الرسمية للنظام الليبي المشدد على ان العقيد ليس محل تفاوض وأنه لا ينوي مغادرة البلاد. فقد أشار المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم الى ان الحكومة لا تتفاوض بشأن تخلي الزعيم القذافي عن السلطة خلال المحادثات التي تجريها مع ممثلين عن الثوار الليبيين. وأضاف أن الضمانات تتمثل في الرفع الجزئي عن أمواله المجمدة وفي عدم ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية وفي السماح لابنه سيف الاسلام بخوض الانتخابات في حال تنحيه عن السلطة. وتختلف هذه التسريبات الاعلامية مع التصريحات الرسمية للنظام الليبي المشدد على أن العقيد ليس محل تفاوض وأنه لا ينوي مغادرة البلاد. فقد أشار المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم الى أن الحكومة لا تتفاوض بشأن تخلي الزعيم القذافي عن السلطة خلال المحادثات التي تجريها مع ممثلين عن الثوار الليبيين. وأضاف ان المعلومات بشأن تنحي القذافي او سعيه الى الحصول على ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد كلها معلومات عارية عن الصحة. وأكد ان المحادثات تدور حول وقف اطلاق النار والمساعدات الانسانية وبدء حوار بين الليبيين وبعد ذلك أي في مرحلة رابعة اقرار فترة انتقالية خاصة بالتغيير السياسي الذي سيبتّ فيه الليبيون. القذافي خطّ أحمر بدوره، قال سيف الاسلام القذافي، نجل العقيد، إن الدول الغربية محكوم عليها بالفشل في حملتها العسكرية الهادفة الى إسقاط والده. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي ان والده لا ينوي مغادرة البلاد في اطار أية مفاوضات لإنهاء الصراع مع المعارضين. وأشار : لا تقولوا لوالدي اترك البلاد، انها دعابة لن نستسلم أبدا سنقاتل، انها بلدنا. واعتبر أنه يستحيل التوصل الى حل للنزاع من دون مشاركة والده قائلا: إنه نزاع ليبي بين ليبيين وخونة وميليشيات وارهابيين... هل تظنوا أننا يمكن أن نجد حلاّ لا يساهم فيه والدي؟ لا هذا مستحيل. اتهام للأطلسي وفي سياق الأشواط التي قطعتها المحادثات أكد خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي ان هناك تقدما في بعض محاور المفاوضات الا ان العوائق التي وضعها الأطلسي أحبطت أي أمل في التوصل الى الاتفاق. وأضاف ان الشهرين الماضيين شهدا اجراء محادثات مع عناصر من المعارضة الليبية في دول أجنبية مثل ايطاليا والنرويج. وقال : إن «الانتقالي» ليس هيئة متجانسة فهو يتألف من فصائل عديدة وأكبر فصيل ضالع في الحوار مع النظام هو «الاخوان المسلمون». من جهته، تراجع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل عن موقفه السابق بإمكانية بقاء القذافي في ليبيا بعد التنحي عن السلطة. وقال : ليس هناك مجال حاليا او في المستقبل لبقاء القذافي في البلاد. وتأتي هذه المستجدات عقب محادثات روسية مع أندرس فوغ راسموسن الامين العام للأطلسي وجاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا هيمن عليها البحث عن الحلول السلمية للأزمة الليبية. وطالب راسموسن الاممالمتحدة بتولي المهمة في ليبيا بعد رحيل القذافي عن السلطة. وقال: لا نتوقع ان يقوم «الاطلسي» بالدور الرئيسي في مرحلة ما بعد القذافي نريد ان تتولى الأممالمتحدة هذه المهمة خلال الفترة الانتقالية نحو الديمقراطية.