ناضل طويلا في صفوف حركة الديمقراطيين الإشتراكيين وكانت له العديد من المواقف والرؤى والتصورات، لم يترك الحركة بعد 14 جانفي على الرغم ممّا أصابها من انشقاق وتصدّع وتمكّن بعد جهد جهيد من المرور بالمصالحة بين شقي النزاع (الخصخوصي والمحسني) من إيجاد توافقات جديدة تنقل أهمّ حركات المعارضة التاريخية في تونس إلى أفق جديد قد يتمّ الإعلان عنهُ قريبا بتركيبة قيادية جديدة تضمّ أحمد الخصخوصي (رئيسا) والطيب المحسني (منسّقا عاما للحركة) وسيكون بحسب المرجّح محمّد علي خلف الله في موقع الوسط بين الطرفين في مهمّة أمين عام، ربّما كعين للمراقبة وتتبّع خطى المصالحة ودرءا لكلّ مستجدات أو تطورات قد تعود بالحركة إلى الخلف. محمّد علي خلف الله كان قد تكلّم سابقا ومنذ حصول الانشقاق والتصدّع على ضرورة لم الشمل وتجاوز نقاط الخلاف وعرض عبر «الشروق» مبادرة لتوحيد شقي الحركة وضمان تواجدها الفعلي على الساحة الوطنية استعدادا للمواعيد السياسية والانتخابيّة القادمة. في نزول: البشير الصيد البشير الصيد الوجه القومي والعروبي المعروف والعميد السابق للمحامين يبدو أنّه ليس في أفضل حال هذه الأيام ، فبعيدا حتّى عن مناوراته وتحالفاته السياسية على الساحة ولقاءاته المتباينة مع عدد من الرموز السياسية والحزبية في البلاد والتي لم تفض إلى ملامح واضحة، بعيدا عن ذلك يبدو أنّ الوضع الداخلي لحركة الشعب الوحدوية التقدميّة الّتي يقودها قد تلقّت «ضربة مُوجعة» بعد صمود مؤسّسي «حركة الشعب» أمام لُعبة الإدماج حيث شكّل لقاءهم الأخير أي الشعب بأحد نزل العاصمة قدرة على التعبئة ولمّ صفوف قوى وتيارات قومية وعروبية عديدة على غرار «مجموعة العصمتيين» التي انسحبت سابقا من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ومن ابرز رموزها عبد السلام بوعائشة وعبد الكريم عمر ومحمّد المسليني. الصيد «في تراجع» ويراهُ عديدون غير قادر على مُجاراة النسق السياسي الجديد في تونس بعد ثورة 14 جانفي ويُدلّلون على ذلك بموقف وزارة الداخلية الّتي منحت حزبه تغييرا في التسمية ولم تُوافقهُ على مطلب الإدماج مع حركة الشعب برغم اصطفاف الوجه المعروف خالد الكريشي خلف شعار «حركة الشعب الوحدوية التقدمية».