تشهد مصلحة الدراما بالاذاعة الوطنية هذه الأيام خلافات حادة بين عناصرها وصلت حدّ أروقة المحاكم خاصة بعد أن قدم الممثل لطفي العكرمي عريضة الى وكالة الجمهورية يتهم فيها البعض بفبركة حساب باسمه على «الفايس بوك» يشتم فيه المسؤولين في الاذاعة وحتى بعض أعضاء الحكومة. زميله عماد الوسلاتي من جهته تعرض الى التشويه والثلب على هذا الموقع الاجتماعي مما دفعه بتقديم شكوى الى الادارة العامة لمؤسسة الاذاعة التونسية. طلبنا من هذا الثنائي توضيح موقفهما مما يجري داخل مصلحة الدراما. فكانت هذه ردودهما... إعداد: المنصف بن عمر لطفي العكرمي (ممثل): مطالبنا مشروعة الفرقة التمثيلية للإذاعة التونسية لها تاريخ مجيد، فالمسرح الإذاعي في تونس انطلق منذ عام 1936، وأنجب أجيالا فذّة وله رموز مثل حمودة معالي ومختار حشيشة والحبيب بلحارث وعبد السلام البش ومحمد الهادي والزهرة فايزة وحسن الخلصي ودلندة عبدو ومحمد بن علي والحطاب الذيب ومحمد ممدوح... وغيرهم كثير فالفرقة كانت تضم 40 عنصرا ولها قسمين قسم العربية وقسم اللهجة الدارجة. هذا الجيل قدّم أعمالا خالدة منها الإذاعية والمسرحية، كل هؤلاء كانوا نجوم التمثيل في تونس، حتى عندما انطلقت الدراما التلفزيونية كانوا هم ركائزها. في التسعينات وبعد أن تقاعد البعض وتوفي البعض الآخر رحمه الله... تغيّرت الهيكلة، وأصبحت الفرقة غير مرغوب فيها، إذ قلّ الإنتاج بعد أن كان متنوعا ومسترسلا، كنا ننتج مسلسلات للأطفال والكهول باللغة العربية والدارجة، ثم ومنذ ما يقارب 7 سنوات لا إنتاج إلا في رمضان فقط، ونادرا ما نقدم عملا خارج رمضان. وممّا زاد الطين بلّة أنه من جملة 13 عنصرا تتركب منهم الفرقة، 4 فقط يتمتعون بصفة ممثل، على الرغم من أن البقية حاملين لبطاقة احتراف مهن الفنون الدرامية وأقلهم ينتسب للفرقة منذ 15 سنة. أمام هذه الوضعية طالبنا بتطعيم الفرقة بعناصر محترفة أو إلحاق البعض من أساتذة المسرح، كما طالبنا بتنوع الإنتاج وتكثيفه لنقطع مع الموسمية، إعادة هيكلة الفرقة وبعث إدارة فنية، وتوفير مقر لائق للفرقة ومنح الفرصة لبعض العناصر التي تتمتع بالتجربة والخبرة لإخراج بعض الأعمال، هذه المطالب ضمناها في مراسلات إلى الإدارة العامة صحبة زملائي محمد السياري وعماد الوسلاتي وهذا من حقنا وواجبنا كمنتمين لهذا الهيكل. لكن ما راعني إلا وأن أتعرض إلى تهديدات من أشخاص لا أعرفهم، وأيضا فتح حساب على ال«فايس بوك» باسمي وصورتي يتضمن شتما لزملائي وللرئيس المدير العام للمؤسسة وكذلك شخصيات سياسية وطنية والغرض من ذلك تشويه سمعتي وإشعال نار الفتنة بين زملائي وتوريطي في قضايا أنا منها براء. أمام خطورة الوضع كان لا بد أن أدافع عن نفسي، وقدمت عريضة في الغرض إلى وكالة الجمهورية حتى يكشف صاحب الفعلة. عماد الوسلاتي (ممثل): لم يعد بالإمكان الصمت أكثر أمام حملات التشويه التي نتعرض إليها عبر صفحات «الفايس بوك» وفي أروقة الإذاعة من بعض (الزملاء) وجب التوضيح حتى يكفوا عنا أيديهم وهذا غيض من فيض. أولا: لم نتواجد في مصلحة التمثيل بالإذاعة عبر الوراثة أو الأقفاف أو حتى لكتاف كما هو حال المتورطين في العهد السابق ويكفي أن يلقي العاقل نظرة على قائمة أعضاء الشعبة بالإذاعة قبل حلها ليعرف من كان يتمتع بالمنح والجرايات ومكافآت التسيير والإخراج ولماذا يحرم منه البعض الآخر. ثانيا: لم نشتغل في إذاعة الزيتونة عند صخر الماطري لا بمقابل ولا بغير مقابل ولم نتقرب يوما منه بل تعرضنا إلى الاستجواب والظلم والتوبيخ والمنع من الترقية في السلم الإداري لاعتراضنا على استغلاله لمؤسستنا الوطنية وتسجيله لبرامجه بأستوديو الإذاعة بممثلين ومخرج من الفرقة وداخل أوقات العمل بينما يتمتع بها البعض الآخر عبر العلاقات الشخصية والشعبة المهنية. ثالثا: نحن الرافضين لعقلية رزق البليك لم نأت من فراع كما تدعون فالكل يشهد لمحمد السياري وفاطمة الحسناوي بالكفاءة أما عماد الوسلاتي ولطفي العكرمي فهما ممثلان محترفان ومخرجان مسرحيان والأول متحصل على شهادة في كتابة السيناريو من دمشق والثاني متحصل على شهادة الإخراج السينمائي بالدراسة لا بالأقدمية. رابعا : إن أخلاقنا لا تسمح لنا بالشتم والسبّ على صفحات ال«فايس بوك» والجرائد كما تزعمون لذلك ورغم الظلم لم نتحرك بعد 14 جانفي لنوهم الناس بأننا ثوريون كما فعلتم ومازلتم تفعلون. خامسا : إن عقلية «نفطر بيه قبل ما يتعشى بيّ» لم يعد لها مكان بعد الثورة خاصة أنه وقع حل الشعبة المهنية بالمؤسسة إضافة إلى هروب صخر الماطري فمن لم يقتنع بالثورة فليلحق به خاصة وأن مكة قريبة للذين زاروها مرارا وتكرارا، كذلك للذين تباكوا أمام الجميع طالبين من زين الهاربين الترشح ل 2014 ربما يجازيهم هناك بعد أن تنكر لهم هنا. سادسا: إن الفتنة التي تبثونها والتهديد بالمحاكم وإدراج شخصيات وطنية وسياسية قصد إرهابنا لن يثنينا عن عزمنا في المطالبة بإعادة هيكلة الفرقة وانتداب شباب أكفاء من ذوي الشهائد العليا وأصحاب بطاقات الإحتراف المشهود لهم بالتميز حتى ينالوا فرصهم التي كان يحتكرها البعض باسم الأقدمية والشعبة المهنية والأكتاف والمحسوبية...وإن عدتم عدنا.