بوزقام، مدينة تعدّ حوالي 5000 ساكن وهي بوابة القصرين من الجهة الجنوبية وتعتبر من أهم ضواحيها حيث لا تبعد عنها سوى 6 كلم، هذه المدينة التي شهدت نهضة عمرانية نتيجة موقعها الجغرافي المتميز (على الطريق المؤدية إلى الساحلين الجنوبي والشرقي من ناحية والمؤدية الى العاصمة واقليمي الشمال الشرقي والغربي من ناحية ثانية) لم تشهد نهضة على المستويات الصحية والخدمات البريدية والترفيهية، فالمستوصف الذي انتصب في قلب المدينة لم يشهد نموا منذ نشأته خلال السبعينات رغم وجود مساحات شاسعة بيضاء تابعة له ومسيجة، فهذا المستوصف الذي شيد في البداية لبعض المواطنين القاطنين بالمنطقة لم يعد يستجيب اليوم لحاجيات أكثر من 5000 ساكن علاوة على أنه ظل يفتقد لأبسط التجهيزات والأدوية فهو غير قادر حتى على تقديم الإسعافات الأولية، أما الأدوية فهي مفقودة في غالب الأحيان عدا بعض المضادات الحيوية التي لا تفي بالحاجة هي الأخرى، فهذا المستوصف يفتقد لسيارة إسعاف فكان بالإمكان توفير ولو سيارة صغيرة الحجم كما يفتقر لمخبر للتحاليل الطبية يجنب الشيوخ والعجائز عناء التنقل إلى مستشفى القصرين الذي لا يقل عنه تعاسة. الخدمات البريدية في هذه المدينة الجميلة لا ترتقي إلى مستوى عصر العولمة حيث مازالت يدوية تقليدية مما أدى إلى كثرة الزحام في غالب الأحيان فلماذا لا يتم تجهيز هذا المقر بالاعلامية خاصة وانه يسدي خدمات ليس الى بوزقام فحسب بل أيضا الى مناطق سيدي حراث والبريج والشرايع المجاورة، أما شباب المدينة فهو مهمش ولا يجد أين يقضي أوقات فراغه سوى في المقاهي التي ازدادت في الفترة الأخيرة وهذا أمر طبيعي باعتبار غياب نوادي ترفيه فهؤلاء طاقات مهدورة كان بالإمكان استغلالها أحس استغلال خاصة وأن العديد منهم أصحاب شهائد عليا ومبدعون في مجالات مختلفة، فهذا التهميش ربما يؤدي بهؤلاء الشباب الى السقوط في عالم الجريمة والانحراف، مشاكل بالجملة تعاني منها مدينة بوزقام قبل الثورة فهل ستجد حظها بعدها ؟