يبدو ان المكتب الجامعي لكرة القدم مصرّ إلحاحا على إكمال مدته النيابية التي تنتهي سنة 2014 رغم يقينه بأن جمهور الكرة في تونس تتملكه رغبة محمومة في حلّ هذا المكتب وانتخاب بديل له بطريقة ديمقراطية تقطع مع الطرق القديمة المتبعة في العهد البائد. المكتب الجامعي الحالي يعلم ان بقاءه مرتبط بالنوادي التي تملك حق سحب الثقة منه بعد ان حصن جبهته الداخلية وضمن الى حد الآن على الاقل عدم حدوث استقالات تجعله من حلّه مسألة حتمية ولمزيد كسب النوادي الى صفة خاصة الصغيرة منها «رشّها» ببعض الأموال التي وإن كانت لا تسمن ولا تغني من فقر لأن أكبرها لم يتجاوز الألفي دينار الا انها تدخل في باب «اطعم الفم تستحي العين» كما أن هذه المبالغ هي «تصبيرة» في انتظار الأهم!! هذا السخاء «الجامعي» قد يحظى ببعض المباركة رغم ان بصمة «ماكيافيلي» واضحة فيه وجليّة لكن الأخطر من ذلك هو الطريقة الثانية التي يعتمدها المكتب الجامعي لكسب ودّ النوادي الصغيرة وهي عند الانتخابات تصبح كبيرة لأن عددها مؤثر جدا.. جدا، هذه الطريقة الثانية تتمثل في استرضائها بإلغاء عملية النزول من كل الاقسام والخطورة في هذا المقترح انه طرح دون العودة الى أهل الذكر رغم ان استشارتهم واجبة على الذين يعلمون فما بالكم بالذين لا يعلمون!! قد يقول قائل من المكتب الجامعي ان هذا المقترح تمت دراسته من قبل الإدارة الفنية للجامعة لكننا نعلم علم اليقين ان هذه الإدارة لم تهتم في الفترة الماضية بمثل هذه الأمور نظرا لانشغال المدير الفني السابق بترميم علاقاته مع النادي البنزرتي والتمهيد ليشغل منصب مدير رياضي به وهو ما تم فعلا والمدير الفني الحالي لم يهتم بهذا المقترح ولم يصله اصلا لدراسته!! بل ان نفسي الامارة بالسوء تحدثني بأن المكتب الجامعي ضرب عصفورين بحجر واحد بهذا المقترح الاول يربح أصواتها في عدم المطالبة بالحل والثاني هو جعل هذا المقترح حملة انتخابية قبل أوانها ان حدث التصدع من داخل المكتب وحدثت استقالات حتمت حله واجراء انتخابات.. ألم أقل لكم منذ البداية ان «ماكيافيلي نائم في التفاصيل»!! القندوز وميثاق الرياضي «المنبوز» الأكيد ان كل من تابعوا مباراة امل حمام سوسة والترجي في الجولة الماضية بقوا مشدوهين امام تصرفات رئيس أمل حمام سوسة سامي القندوز الذي هاج وماج متهجما على حكم المباراة يوسف السرايري الذي وإن أخطأ في حق الأمل فإن ذلك لا يبرر تصرف رئيسه بتلك الشاكلة بل كان من المنطقي ان يتهجم عليه اللاعبون ويتدخل القندوز لتهدئتهم وحثهم على احترام قرارات الحكم سواء كانت حقا او باطلا لكن رئيس الأمل خالف المنطق وقبل ذلك خالف القانون لأنه يمنعه من الجلوس على بنك البدلاء او حتى الوقوف على حافة الملعب وحدد مكانه ومكان اي رئيس ناد في المنصة الشرفية... تصرف القندوز ذاك قابله تصرف ممتاز من لاعبيه باستثناء من تم اقصاؤهما حيث بذلوا جهودا خارقة لتهدئته وهو في كل ذلك هائج مائج كبحر تحت سلطان عاصفة... بل إعصار وأمام كل ذلك هل نلوم في حالات مماثلة سابقة او لاحقة اللاعبين إذا «رقصوا» إذا كان رؤساؤهم ضاربي طبل ممتازين!