أعلن مسؤول ليبي من نظام العقيد القذافي أمس أن 15 مدنيا ليبيا بينهم ثلاثة أطفال قتلوا أمس في غارة جديدة لحلف شمال الأطلسي الذي كان اعترف قبل يوم بقصف مدنيين خطأ في طرابلس. وأوضح المسؤول الليبي أن الحلف الأطلسي شن فجر أمس غارة على مسكن الخويلدي الحميدي أحد الرفاق السابقين للقذافي في صرمان على بعد سبعين كيلومترا الى الغرب من طرابلس. وقال صحافي من وكالة الأنباء الفرنسية كان ضمن وفد من الصحافيين الأجانب اصطحبته السلطات الى صرمان، إنّ عدة أبنية دمّرت قرب منزل الحميدي (عضو مجلس قيادة الثورة عام 1969). وأوضح المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم الموجود في الموقع المستهدف أن معظم الضحايا ينتمون الى عائلة الحميدي وبين الأطفال القتلى اثنان من أحفاده. واتهم المسؤول الليبي الحلف الأطلسي بتعمّد استهداف المدنيين. إرباك جديد ولكن مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي للمتمردين قالوا في وقت سابق إنّ نظام القذافي هو المسؤول عن ذلك لأنه يقوم على حدّ تعبيرهم بوضع الأسلحة ومنصات اطلاق الصواريخ داخل المدارس والمساجد. وجاءت هذه الاتهامات في الواقع قبل اعتراف الحلف الأطلسي أمس الأول بقصف مدنيين خطأ في طرابلس. وقد شكل اعتراف الأطلسي بمقتل مدنيين مصدر ارباك للناتو الذي يدرك أن حملة القصف تتمّ رسميا بموجب تفويض ممنوح من الأممالمتحدة لحماية المدنيين الليبيين. وقبل ذلك كان الأطلسي اعترف بوقوع عدّة أخطاء (في عملياته) خصوصا حين قصف مقاتلين من المتمردين وليس من قوات القذافي... وتزامن الاعلان عن سقوط المزيد من القتلى في صفوف المدنيين مع الزيارة التي يؤديها عضو المجلس الانتقالي محمود جبريل اليوم الى الصين التي كانت امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن المجيز للهجمات الجوية على قوات القذافي. منعرج قريب ويواجه الخيار العسكري في ليبيا صعوبتين آخريين. الأولى جاءت في تصريح لوزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس حذّر فيه من احتمال قيام الكونغرس بقطع التمويل عن التدخل الأمريكي في ليبيا. أما الصعوبة الثانية فتتمثل في إعلان المجلس الانتقالي نفاد الأموال لديه ودعوته الغرب لدفع الأموال الموعودة. وفي ردّه على دعوة المعارضة الليبية اكتفى الاتحاد الأوروبي أمس بتقديم وعد جديد بتقديم هذه الأموال... وقالت صحيفة «واشنطن بوست» بشأن الصعوبة الأولى إن الكونغرس قد يقرّر خلال الأسبوع الجاري رفض أي دور أمريكي في الحرب الليبية دون تفويض. ومن جهته حذّر وزير الخارجية الايطالي فراتيني أمس من أن الأطلسي قد يخسر الحرب النفسية ضد القذافي (بعد الاعتراف بقصف المدنيين). وقال مدعي المحكمة الجنائية الدولية أوكامبو بدوره إنّ القصف ليس الحلّ في ليبيا داعيا إلى إلقاء القبض على القذافي... أما المعارض الليبي البارز والمندوب السابق لدى الأممالمتحدة عبد الرحمان شلقم فقد كان رأى أمس الأول أن هذا الأسبوع قد يشهد تطوّرات هامة متوقعا في تصريحات نشرت في الجزائر هروب العقيد القذافي.