واشنطن - بنغازي وكالات أعلنت الولايات المتّحدة انها تعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا «محاورا شرعيا وذا مصداقية»، ولكن من دون ان يصل بها الأمر إلى حدّ الاعتراف ديبلوماسيا بهذه الهيئة السياسية التي شكّلها الثوار الليبيون. وقال مستشار الرّئيس الامريكي باراك اوباما لشؤون الامن القومي توم دونيلون في بيان صدر خلال زيارة قام بها المسؤول الثاني في المجلس الوطنيّ الانتقالي محمود جبريل إلى البيت الابيض ان «الولاياتالمتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا و(ممثلا) ذا مصداقية للشعب الليبي». وكان جبريل قال في وقت سابق لشبكة «سي ان ان» إنه يتوقع أن تثمر لقاءاته في البيت الأبيض اعترافا رسميا من الولاياتالمتحدة بالثوار الليبيين. وجدد دونيلون في بيانه الليلة قبل الماضية موقف الرئيس اوباما لجهة أن العقيد الليبي معمر القذافي «فقد شرعيته» و»عليه ترك السلطة حالا». وأضاف المستشار الرئاسي انه «يحيي التزام المجلس الوطني الانتقالي في سبيل الانتقال الى التعددية وضمان مستقبل ديموقراطي لليبيا».
رسالة صوتية للقذافي
ويأتي هذا التطور في الموقف الرّسمي الأمريكي من المجلس الممثل للثوار الليبيين بينما اذاع تلفزيون طرابلس رسالة صوتية للقذافي وصف فيها حلف شمال الأطلسي بأنه «صليبي جبان لن تستطيع قنابله أن تقتله». وأذيعت الرسالة فجر أمس بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الايطالي ان القذافي يرجح ان يكون غادر طرابلس واصيب في ضربات جوية لحلف الاطلسي. وقال القذافي في رسالته «اقول للجبناء الصليبيين انني اصلا في مكان لا تستطيعون الوصول اليه وقتلي فيه.» واضاف انهم حتى إن نجحوا في قتله جسديا فإن روحه «ستظل حية في قلوب الملايين». وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس أن العقيد الليبي يستخدم شبكة من الأنفاق السرية والملاجئ تحت الأرض، للافلات من ضربات قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقالت الصحيفة إن تحليل «الأهداف الأساسية» التي يقصفها التحالف يظهر أن ثمة تغييرا كبيرا جرى خلال الأيام الماضية، حيث تحوّل الأمر من مساعدة الثوار إلى قصف «مراكز القيادة والتحكم» وأهداف أخرى في طرابلس.
عمليات «الناتو»
وقصف الحلف مجمع باب العزيزية الذي يقيم فيه القذافي في طرابلس يوم الخميس الماضي ولكن المتحدّث باسم الحكومة موسى ابراهيم قال انه لم يصب وفي حالة نفسية جيدة وموجود في طرابلس. كما أفاد شهود عيان عن سماع دوي انفجارات جديدة في العاصمة الليبية فجر أمس أيضا. وتقصف طائرات حلف شمال الاطلسي ومن بينها طائرات امريكية وبريطانية وفرنسية ليبيا في اطار قرار للامم المتحدة بحماية المدنيّين. ويقول الحلفاء انهم لن يوقفوا حملتهم العسكرية حتى ينتهي حكم القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 41 عاما. واعلن حلف الاطلسي ان غارة جوية شنها على مدينة البريقة الواقعة في شرق ليبيا أول أمس وقالت الحكومة الليبية انها قتلت 11 شخصا واصابت 45 آخرين إنما استهدفت «حصنا للقيادة والتحكم». وقال الحلف في بيان في بروكسل «نعرف الادعاءات بسقوط ضحايا مدنيين فيما يتعلق بهذا الهجوم وعلى الرغم من عدم استطاعتنا التأكّد بشكل مستقلّ من صدق هذا الادّعاء فإنّنا نأسف لمقتل اي مدنيين ابرياء عند حدوث ذلك».
تقدم للثوار
من جهة أخرى أفاد مراسلون أمس بأن الثوار وصلوا إلى مشارف مدينة زليتن الواقعة غرب مصراتة على الطريق نحو طرابلس، بعد قصف مكثف لطائرات «الناتو» على مواقع يفترض أنها تابعة لكتائب معمر القذافي في بوابة الدفينة، مما أدى إلى انفجارات في مخازن للذخيرة هناك. وأكد الثوار أنهم حقّقوا تقدّما غرب مدينة مصراتة الإستراتيجية التي يسيطرون عليها، وأصبحوا على مشارف زليتن التي تبعد 40 كلم عن مصراتة.