أنهى حلف شمال الاطلسي (الناتو) عملياته العسكرية في ليبيا بشكل رسمي لكنه ترك خلفه بلدا مهددا باضطرابات سياسية وأمنية خطيرة توشك أن تفجّر حربا أهلية طاحنة في هذا البلد، وفق ما يراه عديد المراقبين. قال المتحدث العسكري باسم الحلف الأطلسي في نابولي أمس إن الحلف لا يخطط لاقامة مراسم احتفال بهذه المناسبة سواء في مقرّه في بروكسيل أو في نابولي حيث مركز إدارة عمليات الحلف في ليبيا. عمل طبيعي وأضاف «هذا يوم عمل طبيعي مثل بقية الأيام». وقد انتهى أمس سريان قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي يستند إليه الحلف في عملياته العسكرية في ليبيا والذي يسمح باتخاذ جميع الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين من هجمات القوات التابعة لنظام القذافي. وقد وصل الأمين العام للأطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس في زيارة مفاجئة الى طرابلس حيث أجرى محادثات مع القادة الليبيين الجدد وذلك بعد سبعة أشهر من أولى عمليات القصف الجوي لليبيا. وقال راسموسن في تصريحات له «اضطلعنا بمسؤولية العملية في ليبيا لوجود تفويض واضح من الأممالمتحدة ولحصولنا على دعم قوي ونشط من بلدان المنطقة». وتابع «في الواقع لقد أسهموا بشكل نشط في عملية الدرع الموحد»، حسب قوله وتعد هذه الزيارة الاولى لأمين عام حلف الأطلسي الى ليبيا. وكانت القوات التابعة ل «الناتو» قد شنت نحو 9600 غارة جوية على منشآت عسكرية تابعة لنظام القذافي منذ نهاية مارس الماضي. «مهمّة بالغة التعقيد» في هذه الأثناء أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مقابلة نشرت أول أمس أن النظام الليبي الجديد أمامه «مهمة بالغة التعقيد» متعهّدة في الوقت نفسه بأن تقدم واشنطن كل المساعدة اللازمة. وقالت الوزيرة الامريكية إن السلطات الليبية الجديدة عليها قبل كل شيء أن تعيد توحيد البلاد مضيفة «هذا تحد هائل». وأشارت الى أن على قادة ليبيا الجدد «إيجاد الطريقة لتحقيق المصالحة بين شتى المشارب السياسية والدينية... وعليهم توحيد كل القبائل ومواجهة التنافس الأبدي القائم بين الشرق والغرب، بين بنغازي وطرابلس». ولكن الوزيرة الامريكية أبدت تفاؤلا حول قدرة الليبيين على تخطّي هذه الصعاب... ومن جانبه قال رئيس المجلس العسكري المسؤول عن حفظ النظام في طرابلس عبد الحكيم بلحاج أمس ان المجلس الوطني الانتقالي سيسلّم أسلحته الى المسؤولين المعنيين في أقرب وقت ممكن.