رغم كونه عيّن على رأس دار الكتب الوطنية خلفا للدكتورة ألفة يوسف، الا ان الدكتور محمد كمال الدين قحّة، اعتبر تسميته الجديدة من قبل وزارة الثقافة، غير رسمية باعتبارها لم تصدر في الرائد الرسمي. ورغم سعادته بخطته الجديدة كمدير للمكتبة الوطنية، فإن الدكتور محمد كمال الدين قحّة، أكد أنه مازال مرتبطا بوزارة التربية، في خطته السابقة والمتواصلة الى حد هذه اللحظة، كمدير للمركز الوطني للتجديد البيداغوجي مشددا على أنه لا يمكن ان يتخلى عن مهمته هذه ويترك عديد الملفات مفتوحة وقال في هذا السياق «سنواصل متابعة جميع الملفات بالمركز حتى يعيّن من يتابعها وسنخصص فترة صباحية يوميا لاكتشاف الملفات التي سنتناولها بالدرّس والتدقيق في خطّتنا الجديدة بالمكتبة الوطنية، حيث لا أدّعي الاطلاع على كل الملفات في هذه المؤسسة العريقة التي يبلغ عدد موظفيها 250 موظفا..». وتجدر الاشارة الى أن الدكتور محمد كمال الدين قحّة، متحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية سنة 1978، وآخر شهائده كانت دكتوراه دولة في الآداب الفرنسية، وتحديدا الأعمال الأدبية ل «ديني ديدرو» سنة 1983. طموحاته وبرنامجه وبخصوص برنامج عمله بدار الكتب الوطنية قال الدكتور قحّة: «قضية الكتاب قضية ثقافية وتربوية بالأساس، وتعييني مديرا للمكتبة الوطنية بلا شك شرف، لكنه ايضا مسؤولية كبيرة وسأحاول من موقعي ان أكون في مستوى هذه المسؤولية وأن أحافظ على هذا التراث الزاخر بالكنوز، فالمكتبة الوطنية تضم 40 ألف مخطوط..». وأكد محدّثنا في ذات السياق انه سيساهم في مزيد التعريف بهذه المخطوطات النادرة مشيرا الى ضرورة المساهمة في الحفاظ على أعلام الثقافة الوطنية. وأضاف في هذا الصدد: «وسنكون الى جانب كلّ من حاول ان ينهض بثقافتنا حتى تكون في مستوى طموحات الشعب التونسي. كما شدّد الدكتور كمال قحّة على ضرورة الانتقال بإشعاع المكتبة الوطنية من المستوى المحلي الى المستوى الكوني مشيرا الى أن الكتاب له دور كبير في هذا الانتقال. الحلول كيف يمكن تحقيق هذا الانتقال حتى يمكن ان نتحدث عن مكتبة وطنية تونسية في قيمة وتطوّر نظيرتها في فرنسا مثلا؟ كان هذا سؤالنا الى المدير الجديد لدار الكتب الوطنية الذي أكد في مستهل اجابته عن كونه ثمة جانبان أساسيان يساهمان بطريقة مباشرة في هذا الانتقال من المحلية الى الكونية. الجانب الأول كما جاء على لسان محدثنا هو علم المكتبية ويتفرّع هذا العنصر الى عدة مجالات عن هذا الجانب قال الدكتور قحّة: «علينا ان نكوّن أو نزيد في تكوين الخبراء والفنيين المختصين من أجل رعاية وصيانة الكتب وتصنيفها وترتيبها بحيث يصبح لكل كتاب هويته الخاصة كما انه يجب ان نهتم كذلك بالتكوين الجيّد في الاعلامية حتى نتحصل على ملامح المكتبة الحديثة ووظيفتها الاولى تسهيل المعلومة للقارئ...». أما الجانب الثاني، على حد تعبير محدثنا، فإنه يقرن رمزية المؤسسة (المكتبة الوطنية) على المستويين الوطني والدولي وأن تكون المكتبة في خدمة الثقافة. وختم الدكتور محمد كمال الدين قحة حديثه معتبرا انه ثمة عديد المكاسب بالمكتبة الوطنية يجب المحافظة عليها وخاصة تطويرها لأنه على حد تعبيره: «تونس فيها تقاليد ومؤسسات يجب تطويرها ولا يمكن ان نبني من عدم... فالمكتبة الوطنية ما فتئت تتطوّر منذ تأسيسها سنة 1885..».