أصدر الرئيس السوري بشار الأسد عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل أول أمس الاثنين وذلك عشية مظاهرات مليونية عمت ارجاء سوريا تأييدا للنظام ودعما لمسيرة الاصلاح في البلاد، فيما واصل الغرب حملته الديبلوماسية ضد دمشق حيث أعلنت باريس انه لا يمكن لمجلس الأمن ان يبقى صامتا لفترة أطول حيال ما يجري في سوريا. وذكر التلفزيون السوري ان هذا العفو يعدّ الثاني منذ الاحتجاجات الشعبية والثالث منذ بداية العام الجاري. مسيرات مليونية وشهدت سوريا مسيرات حاشدة استثنائية دعما للرئيس الأسد، فقد اندفع الملايين الى الساحات الرئيسية في المدن الكبرى حاملين الاعلام والرايات مرددين الهتافات لسوريا ولوحدتها الوطنية. فقد أكدت مصادر إعلامية متطابقة ان أكثر من مليون شخص تجمعوا في ساحة «الأمويين» في دمشق. كما توافد الآلاف من أبناء محافظة «درعا» الى ساحة «دوار البريد» للمشاركة في المظاهرات المؤيدة للأسد. وتجمع عشرات الآلاف من «حلب» و«الحسكة» و«دير الزور» و«السويداء» و«الرقة» و«إدلب» و«طرطوس» و«اللاذقية» وغيرها من المدن السورية الأخرى. وكانت فعاليات أهلية وشبابية سورية قد دعت الى تنظيم هذه المظاهرات دعما لمسيرة الاصلاح في سوريا ولخطاب الرئيس السوري بشار الأسد. ولم تخل المظاهرات من اشتباكات بين المؤيدين للرئيس الأسد والمعارضين حيث أفادت لجان التنسيق المحلية ان 3 أشخاص على الاقل لقوا مصرعهم في المناوشات بين الطرفين. وأشارت الى أن شخصين قتلا في مدينة حمص وثالث في «دير الزور». باريس تصعّد وموسكو تهدئ وحيال المستجدات بالملف السوري قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون: نريد ان نتحرك في إطار الشرعية الدولية ولا يمكن لمجلس الأمن ان يصمت لفترة أطول. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين: اقترب الوقت الذي سيكون فيه على الجميع تحمل مسؤولياتهم وسنتابع مع «وزير الخارجية الفرنسي» آلان جوبيه التباحث خلال مأدبة غداء مع بوتين هذا الموضوع المثير للقلق. واقرفيون بان لدى باريس مقاربة مختلفة عن روسيا بشأن هذه القضية مشيرا الى أنه يمكن للمقاربتين ان يلتقيا. في المقابل رأى فلاديمير بوتين أن التدخل في شؤون دولة ذات سيادة لا أفق له. ومن المرتقب، ان يؤدي وفد من المعارضة السورية برئاسة الناشط رضوان زيادة، زيارة الى موسكو بحر الاسبوع المقبل بناء على دعوة من المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل ماريلوف. وأكد زيادة في حديث لصحيفة «موسكو فسكي نوفوستي» الروسية أمس ان الوفد سيضم شخصيات تم انتخابها في مؤتمر «أنطاليا» الى جانب نشطاء مستقلين وممثلين عن غالبية أحزاب المعارضة. ونقلت الصحيفة عن زيادة اشارته الى أنه سيدعو موسكو الى التدخل لدى دمشق لوقف «القمع في البلاد» معربا عن أمله في ان تساهم موسكو الى جانب دول أخرى في تحقيق انتقال سلمي للسلطة. وأضاف ان المعارضة السورية ترفض اي تدخل أجنبي لتغيير النظام في سوريا ولكنها ترى ان بوسع موسكو بذل الجهود للتقليل من عدد الضحايا واستعادة الاستقرار.