عواصم وكالات قال نشطاء وسكان ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص سبعة اشخاص أمس، في اشتباكات في مدينتين بين موالين للرئيس بشار الاسد والمحتجين الذين يطالبون باسقاطه، في وقت اصدر الرئيس السوري بشار الاسد أمس، مرسوما منح بموجبه عفوا عاما وذلك بعد يوم واحد من تعهده باجراء اصلاحات واسعة في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ ثلاثة اشهر ضد حكمه، في وقت تحادث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع أوباما حول الوضع السوري، وسط تحذيرات تركية من تدويل الأزمة، فيما دعا الرئيس التركي عبد الله غول حلف الشمال الأطلسي لتحديد أهدافه إذا ما تقرر التدخل في سوريا. وقال نشطاء ان السبعة قتلوا برصاص قوات الجيش وقوات الامن عندما تدخلت الى جانب أنصار الاسد في مدينة حمص وبلدة الميادين في محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق. من جهتها قالت الوكالة العربية السورية للانباء «سانا» ان العفو العام وهو الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أسابيع يشمل كل الذين ارتكبوا جرائم قبل تاريخ 20 جوان الجاري. وبعد العفو الاول افرجت السلطات السورية عن المئات من السجناء السياسيين في حين تقول جماعات حقوق الانسان ان الالاف ما زالوا يقبعون في السجون. وكان الأسد قال أمس الأول، انه سيطلب من وزارة العدل دراسة توسيع نطاق العفو الحالي بعد لقاءات عقدها مع مسؤولين محليين. وأمس احتشد عشرات الآلاف من السوريين في مسيرات مؤيدة للرئيس الاسد في جميع انحاء البلاد دعما لبرنامج الاصلاحات الذي وعد به والذي رفضه المحتجون على الفور. واظهر التلفزيون السوري مسيرات في حلب ودمشق ومدينة درعا الجنوبية حيث بدأت الاحتجاجات اول مرة في منتصف مارس. ولوح الناس بعلم بلدهم رافعين صور الاسد ومطلقين بالونات في الهواء تحمل الوان العلم.
الصليب الأحمر في سوريا
تأتي هذه الأنباء في وقت قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس، ان سوريا وافقت على توسيع نطاق وصول عاملي المنظمة الى المدنيين والمناطق التي تشهد احتجاجات. وقال جاكوب كيلينبرغر رئيس الصليب الاحمر في بيان صدر بعد محادثات دامت يومين مع مسؤولين سوريين كبار في دمشق «المناقشات تركزت بشكل كامل على المسائل الانسانية وكانت صريحة وعملية.» وحتى الان سمح للجنة بزيارات محدودة فقط لعدد من المدن بينها درعا. وتطالب اللجنة بالسماح لها بالوصول الى المناطق المختلفة بلا قيود.
تقليل من أهمية الانتقادات
يأتي ذلك في وقت قللت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، من أهمية الانتقادات الغربية الموجهة إلى سوريا، وقالت شعبان، في تصريح خاص لقناة «الجزيرة» الفضائية أمس: «إنه من الأجدر بالولايات المتحدةالأمريكية والدول الأوروبية توفير الدعم لمسيرة الديمقراطية التي تشهدها سوريا». وأشارت إلى أن الرئيس الأسد وضع رؤية واضحة للتقدم بالبلاد، سيتم طرحها والتوصل إلى ما يرضي القوى الوطنية على الحوار الوطني من خلال مشاركة كل القوى المعارضة، وجميع الأطياف الاجتماعية الآخرى. مكتب تنفيذي للمعارضة في مقابل ذلك أعلنت الهيئة الاستشارية المنبثقة عن المؤتمر السوري للتغيير المعارض الذي انعقد في انطاليا التركية عن انتخاب مكتب تنفيذي يضم تسع شخصيات من مختلف القوى والأحزاب والتيارات السورية، وقالت انه جدد رفض الحوار مع الرئيس بشار الأسد داعيا إياه إلى الاستقالة. وقالت الهيئة في بيان انها عقدت اجتماعا في 17 جوان الجاري، شارك فيه 24 عضواً من أصل 31، وتم فيه انتخاب مكتب تنفيذي.
المعارضة و«الكريملن»
على الصعيد نفسه علقت صحيفة «موسكوفسكي نوفوستي» الروسية، الصادرة أمس، على الأحداث الراهنة في سوريا، والزيارة المرتقبة لوفد من المعارضة السورية إلى موسكو، فقالت، «إن الوفد، برئاسة السياسي رضوان زيادة، سيزور العاصمة الروسية في الأسبوع المقبل، لتقديم اقتراحاته لحل الأزمة».وفي تصريح خص به الصحيفة، قال زيادة أنه سيدعو الكرملين للتدخل لدى السلطات السورية بهدف وقف القمع في البلاد، معربا عن أمله أن تساهم روسيا إلى جانب دول آخرى في تحقيق انتقال سلمي للسلطة. من جانبه عبر الرئيس التركي عبد الله غول أمس، عن أنه كان يأمل فى تضمن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد جمل أكثر وضوحا حول الوضع فى بلاده. ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر أمس، عن غول قوله أن الأسد مقتنع بأهمية الاصلاحات لكن الوقت يمر بسرعة وصبر شعبه ينفد، رافضا أي تدخل من قبل حلف شمال الأطلسي «الناتو» في الشأن السوري قبل تحديد الهدف بوضوح.
بين اوباما وأردوغان
يأتي هذا في وقت أجرى الرئيس باراك أوباما محادثات أمس الأول، مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تناولت أعمال العنف في سوريا. وقال المصدر أن أوباما وأردوغان اتفقا خلال هذه المحادثات وهي الثانية خلال أقل من أسبوع «على أنه يتوجب على الحكومة السورية أن تضع حدا لأعمال العنف الآن وأن تطبق سريعا إصلاحات ملموسة تحترم التطلعات الديموقراطية للسوريين».
تحذير من التدويل
هذا، وكررت تركيا، التي ينظر إليها على أنها تلعب دورا كبيرا في الأزمة السورية، تحذيرها للنظام السوري من مغبة تدويل الأزمة في سوريا في حال تأخرت خطوات الإصلاح التي يطالب بها المتظاهرون.وقال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هرمزلو في هذا الإطار: «الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة بشكل ديموقراطي شفاف لتلبية مطالب الشعب أمر ضروري لكي يكون الحل داخليا ومناطقيا دون أن يرتقي إلى مسألة التدخل الدولي واتخاذ قرارات دولية لا يكون للدول الأخرى مناص من الالتزام بها.