«قانون 76»، «لمن يهمّه الأمر» «حكايات من الثورة»، «قصور من رمال»... أفلام كثيرة، بين طويلة وقصيرة، لم يشأ أصحابها انتظار دعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أو أي جهة كانت،وطنية أو أجنبية من أجل انجازها وعرضها للجمهور في أقرب موعد. وتلتقي غالبية هذه الافلام التي أشرفت في معظمها على أن تكون جاهزة للعرض، في الاحداث الاخيرة التي شهدتها البلاد قبيل وبعد 14 جانفي. قصور من رمال! ومن أحداث ما قبل 14 جانفي 2011 اختار المخرج السينمائي مصطفى التايب رسم شخصية محمد البوعزيزي كخاتمة لأحداث فيلمه «قصور من رمال»، وهو فيلم روائي وثائقي قصير مزج فيه بين التنشيط (animation) أو الكرطون، والصورة العادية او الواقعية، لسرد تاريخ تونس منذ ظهور الانسان الى غاية سقوط النظام السابق. ويذكر المخرج أنه بدأ في انجاز الفيلم منذ مدة طويلة، ولكنه أبى أن يفوّت الأحداث الاخيرة التي غيّرت تاريخ البلاد. حكايات من الثورة ومن أحداث ما قبل 14 جانفي 2011 وبعده، قام عدد من الشبان من هواة السينما والمحترفين بتصوير ريبورتاجات وحكايات مستوحاة من الأحداث المذكورة لجمعها في الآخر في فيلم طويل بعنوان «حكايات من الثورة» بتركيبة المخرج السينمائي حبيب المستيري صاحب فيلم «صور متواترة». ويشرف على انجاز الفيلم المنتج والموزع السينمائي لسعد القوبنطيني الذي سيقوم بعرض العمل حال انتهائه في قاعة سينما البالاص في العاصمة، وذلك في افتتاح الموسم السينمائي القادم. لمن يهمه الأمر! وتفاعلا مع الاستقبال المذهل الذي أبداه التونسيون تجاه اللاجئين الفارين من ليبيا، عاد المخرج السينمائي التونسي علي المرزوقي المقيم منذ سنوات في العاصمة التشيكية الى تونس لإنجاز فيلم في الغرض يود ان يرشح به تونس لجائزة نوبل للسلام اذ يرى في ما أبداه متساكنو الجنوب التونسي في تعاملهم مع اللاجئين عملا انسانيا وتاريخيا لم تقم به الانسانية في تاريخها. ويقول ان الشعب التونسي يستحق بهذا العمل جائزة نوبل للسلام. وتجاوبا مع هذه الفكرة لم تتردد مؤسسة التلفزة التونسية في تبني الفيلم وانجازه بإمضاء المخرج علي المرزوقي الذي أشرف على انهاء العمل. ويذكر المخرج أنه اختار «لمن يهمه الأمر» كعنوان مبدئي للفيلم. كما وعد بتوزيعه في أكبر عدد ممكن من البلدان في العالم لتضمنه جنسيات عديدة ومختلفة. قانون 76 واستشرافا للسنوات القليلة المقبلة أنجز المخرج السينمائي محمد بن عطية فيلما قصيرا بعنوان «قانون 76» يتحدث فيه عن قانون غريب أقره الحزب الفائز في الانتخابات المقبلة ويتمثل في غلق المقاهي بسبب المواد المنبّهة التي تروجها. ويختار المخرج عام 2015 كفضاء زماني تدور فيه أحداث الفيلم. هذه جملة من الافلام التي هي الآن بصدد الانجاز وهي كثيرة في الحقيقة ولا يمكن حصرها لأن هناك من السينمائيين من بات يفضل العمل في صمت الى حين حضور عمله.