السيّد رؤوف الخمّاسي رجل أعمال مقيم في ألمانيا منذ 42 عاما ومكّنته هذه الإقامة الطويلة في ألمانيا من الإلمام بمشاكل المهاجرين التونسيين بمختلف فئاتهم . بادر بعد ثورة 14 جانفي رفقة مجموعة من الشخصيات الى تأسيس جمعية تعنى بالمهاجرين التونسيين في كل مكان وقد لاقى تأسيس هذه الجمعية صدى واسعا في أوساط الهجرة. في أوّل حوار لجريدة تونسية يتحدّث السيّد رؤوف الخمّاسي عن أفاق هذه الجمعية وأهدافها وموسم عودة المهاجرين . ٭ يبدو أن نسبة عودة المهاجرين التونسيين الى الوطن ستكون ضعيفة خلال هذه الصائفة لماذا ؟ هناك عدّة أسباب من بينها أسباب متعلّقة بالجالية وشواغلها لكن أهمّ من هذا أنّه بعد الثورة المباركة التي رحّب بها كل التونسيين في كل مكان ورحّبوا بالانتقال السّلمي الى نظام ديمقراطي حقيقي ورغم فرحتها بهذا التغيير الكبير تشعر بالتهميش ولا يوجد أي إهتمام بها والدلّيل أنّه لم تتمّ إستشارة المهاجرين في أي شأن حتّى في الحوارات التلفزية لا تتمّ دعوة ممثلين عن الجالية . بل حتّى اسم الوزارة حذفت منه كلمة «التونسيين بالخارج» ولم تتم إستشارة أحد في هذا، الفضاءات المخصّصة للجالية سابقا أغلقت وهي على ملك الدولة لماذا أغلقت ؟ألم يكن من الأجدر توظيفها في عقد ندوات ومؤتمرات لتحسيس التونسيين بضرورة المساهمة في دعم الأنتقال الديمقراطي كما لم تتم استشارة الجالية في عودة الملحقين الأجتماعيين . لكل هذه الأسباب هناك احساس بخيبة الأمل والاحباط فكأننا مواطنون من درجة ثانية وهذا شئ غير طبيعي بالمرّة وخطير على مستقبل تونس . ٭ كم تحقّق الجالية من مداخيل لتونس؟ رسميا تحقّق الجالية 2600مليار في السنة بشكل مباشر وإذا وضعنا المداخيل غير المباشرة لوجدنا تقريبا 4000مليار وعدد الجالية أكثر من مليون يعني 10 بالمائة من الشّعب التونسي. ٭ ماهي أبرز مطالب الجالية ؟ نطالب باستشارتنا في كل القرارات المتعلّقة بواقع المهاجرين وهذه مسائل لا يعرفها إلاّ المهاجرون فلابد من احترام خصوصيات بلد الإقامة فألمانيا ليست فرنسا وفرنسا ليست اسبانيا وهذا لا يعرفه إلا المهاجروما لم تفهمه وزارة السياحة مثلا التي تقوم بحملات دعائية على السوق الفرنسية وتعممها على كامل أوروبا. ٭ لماذا تراجع الاقبال الألماني على تونس؟ هذا التراجع له أسبابه التي نعرفها كمهنيين لكن وزارة السياحة لم تتصّل بنا رغم إلمامنا بحاجيات السّوق الألمانية ولم تستشر وكالات الأسفار التونسية في ألمانيا . لا يوجد تونسي واحد غير مستعد لدعم بلاده وتنميتها بما يستطيع لكنه يحتاج إلى أن يطلب منه ذلك او يستشار وأن يشعر بأنّه مواطن للأسف هذا لم يحدث الى حدّ الأن وكأننا متّهمون في حين أن الجالية التونسية كانت دائما منتصرة لتونس ولم تعمل إلا من أجلها لأنّ الشعور بالغربة يشعر الإنسان بالانتماء أكثر إلى بلاده. فأنا أتساءل مثلا ماهي الحوافز التي قدّمتها الخطوط الجويّة التونسية وشركة الملاحة للجالية حتّى تشجّعها على العودة ؟هل أنتجت التلفزة التونسية برامج موجّهة إلى الجالية ولسماع صوتها وأقتراحاتها وعن دورها بعد الثورة ؟ودورها في التنمية. ٭ الانتخابات موعد تاريخي ماهي مخاوف الجالية من أن لا تسير الأنتخابات في مسارها الطبيعي؟ وزارة الداخلية أرسلت فريقا تقنيا لتجديد بطاقات التعريف الوطنية واستخراج بطاقات تعريف للشبّان الذين بلغوا السّن القانونية لكنّ عمل هذا الفريق تمّ دون تنسيق مع الجالية ودون أن تواكبه حملة إعلامية موجّهة إلى الجالية وبالتالي لم يستفد منها إلاّ المقيمون في المدن الكبرى أو قريبا منها فألمانيا مثلا طولها ألف و700كلم وعرضها 700 كلم وكان لابد من دعاية لهذه الحملة حتّى تنجح ولكن هذا لم يحدث . نحن طالبنا السيّد وزير الشؤون الأجتماعية كجمعية التونسيين بالخارج بالتدّخلّ لتمكين الجالية من التصويت بالجواز فقط للذين لم يتمكّنوا من إستخراج بطاقات أو أن يتمّ أستخراج بطاقات تعريف على ظهر البواخر التي ستؤمّن عودة المهاجرين التونسيين . ٭ تعيينات القناصل والسفراء كيف ترون المقاييس الضرورية التي يجب أن تتوفّر فيهم؟ أنا مقيم في ألمانيا منذ 42 سنة وبالتالي أعرف ألمانيا جيّدا وشخصيا أرى أنّه لابد من تعيين تونسيين في بلدان إقامتهم لأنّهم الأقدر على معرفة شؤون هذه الدول من الدّاخل والخطأ الذي ارتكبته الدولة طيلة سنوات في تعاملها مع الدول أنّها تضع برنامج تعاون مع فرنسا وتسحبه على كل الدول الأخرى في حين أن هناك اختلافات عميقة بين الدول لهذا لم ننجح لابد من إحترام خصوصيات بلاد الإقامة ولابد من الاستفادة من كفاءاتنا التونسية في الخارج فشركة الخطوط الجوية مثلا لماذا تعيّن ممثلا لها من تونس ليقيم في باريس أو أي مدينة أوروبية في حين أن هناك تونسيين مقيمين في هذه المدن ويمكن الإستفادة منهم لأنّهم يعرفون العقلية واللغة لابد من تعيين تونسيين على عين المكان لأنهم أكفاء لماذا تحرم منهم تونس؟ أمّا بالنسبة إلى السفراء فأعتقد أن المسألة ليست متعلقّة بالتقنيين فقط مع احترامي لهم فالدول الكبرى مثل فرنسا أو ألمانيا أو غيرها يجب أن يكون السفير فيها شخصية سياسية وليس مجرّد ديبلوماسي تقني لابد من احترام المقاييس عندما نرسل سفيرا إلى ألمانيا يجب أن يكون في حجم ميركل وفي فرنسا في حجم ساركوزي. ٭ جمعية التونسيين بالخارج لماذا أسّستها؟ سألوني لماذا أسّست هذه الجمعية في تونس قلت لهم هذه الجمعية يجب أن تكون في تونس علما أنّه يفترض أن تكون أكثر من الجمعية تعنى بالمهاجرين ففي ألمانيا هناك 80 ألف تونسي في بلد فيه 80 مليونا، نحن نريد أن نساهم في تنمية تونس وفي دعم علاقات تونس بالخارج وأن ندافع عن مكاسبنا وأملاكنا وعائلاتنا وتمتين صلتنا بالوطن. لهذا خصّصنا أرقاما خضراء للتواصل مع المهاجرين خاصة غير الشرعيين مثل العالقين في لمبدوزا . ٭ ماهي مبادراتكم في خصوص ملف لمبادوزا؟ التقينا كمكتب جمعية بسفير الأتحاد الأوروبي في تونس وناقشنا معه إمكانية إدماج المهاجرين في الدول الأوروبية وخاصة اليد العاملة المختصّة فالسّوق الألمانية مثلا تحتاج الى يد عاملة مختصة ونسعى الى تأسيس بنك معلومات حول المهاجرين وطالبنا بقائمة في الاختصاصات المتوفّرة بين المهاجرين. لدينا أيضا اتّصال مباشر مع سفارة تونس في اليمن وسفارة تونس في ليبيا وسفارة تونس في سوريا وما يعنيني هو خدمة بلادنا وخدمة مواطنينا في كل مكان وسننظم يوم 27 جويلية أوّل ندوة اقتصادية في تونس بمشاركة رجال أعمال من تونس وأوروبا لبحث إمكانيات التنمية في تونس.