تونس (الشروق) : في الوقت الذي تعمل فيه سلطة الإشراف على إنقاذ الموسم السياحي بالتعويل على الحملات الترويجية والعمل على استقطاب السائح الجزائري من ذلك أن ميزانية الحملة الترويجية المخصصة للجزائريين تضاعفت بحوالي 4 مرات. فبعد أن كانت في السنوات الفارطة في حدود 120 ألف دينار بلغت الميزانية المخصصة للسوق الجزائرية هذا الموسم 700 ألف دينار ويبدو أن هذا المبلغ الكبير قد يذهب في مهب الريح بسبب ما حدث مؤخرا من أحداث بمنطقة بوشبكة بالقصرين على الحدود التونسية الجزائرية ومارافقها من قطع للطريق ومعاناة التجار فقد ذكرت صحيفة «الشروق» الجزائرية أنه تم الاعتداء على بعض التجار وسلب أموالهم إذ تم سرقة مبلغ بقيمة 12 ألف دينار من تاجر في حين عجز آخر عن الوصول لزبائنه في الوقت المحدد وتعطلت مصالحه. ويبدو أن ماحدث سيعمل على تنفير السائح الجزائري الذي أظهر تخوفا كبيرا من عدم إستقرار الوضع الأمني وتردي ظروف الاستقبال على الحدود وهو ما قد يؤثر سلبا على الحملة الترويجية الكبيرة التي وضعها الديوان الوطني للسياحة للسوق الجزائرية التي توفر سنويا حوالي مليون سائح وتزيد من تعميق أزمة القطاع. ويعتقد البعض أن ما حدث على الحدود التونسية الجزائرية من قطع للطريق وإعتداء وتوتر ليست أحداثا بريئة بل تقف وراءها أطراف لا تريد الخير لتونس ما بعد الثورة وتسعى إلى عرقلة الاستقرار السياسي والاقتصادي والإساءة إلى صورة تونس وتصديرها إلى الأسواق الخارجية لدفع المستثمرين والسائحين إلى العزوف عن المجيء. وتجدر الإشارة إلى أن المدير العام للديوان الوطني للسياحة السيد الحبيب عمار أكد مؤخرا أن القطاع يعيش أزمة حادة وأن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الديوان للخروج بالقطاع من الوضعية التي يواجهها وفقا لخطط ترويجية متنوعة راوحت بين التوجه نحو الأسواق التقليدية والمغاربية التي حسب إعتقاده ينتظر أن يكون لها أفضل الأثر على السياحة. وتستقبل السوق التونسية سنويا حوالي 3 ملايين من السائحين المغاربة منهم مليونان من القطر الليبي ومليون جزائري.