بعد 14 جانفي ظهرت جمعيات نسائية عديدة كما لوحظ إقبال كبير من المرأة التونسية على ممارسة العمل الجمعياتي صلب الهيئة المديرة للجمعية النوايا طيبة وتنحصر كلها في مزيد تفعيل حضور المرأة في مجال المجتمع المدني. ومن النساء اللاتي انخرطن في العمل الجمعياتي بعد الثورة نجد السيدة منى بن حليمة الكاتبة العامة المساعدة لجمعية «توانسة» والتي كان لنا فرصة الحديث معها في الحوار التالي: أولا: كيف جاءت فكرة تأسيس جمعية «توانسة»؟ جمعية «توانسة» «تأسست يوم 12 جانفي وهنا قد تشعرين بالغرابة لأنها سبقت رحيل الرئيس المخلوع وهي حقيقة لأننا أسسناها في ذلك التاريخ على ال «فايس بوك» ووجدنا منخرطين كثر وتمكنا من خلالها من متابعة الأحداث وتوزيع الأخبار وتبادل الرسائل، وبعد 14 جانفي حصلنا على الموافقة لتكون جمعية قانونية تمارس حقها في العمل شأنها شأن كل الجمعيات الأخرى. وماهي الأهداف الأساسية لهذه الجمعية؟ للجمعية أهداف عديدة أهمها المساهمة في اليقظة والمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي بنسبة تفوق 90٪ على خلفية أنه كلما كانت المشاركة أكبر كلما كانت النتائج أكثر نزاهة وموضوعية وسنحاول بذل جميع المجهودات من خلال تنظيم قوافل المواطنة والاتصال مباشرة بالنساء والرجال على حدّ سواء والوصول اليهم داخل الجهات. ومن أهم أهدافنا ايضا مراقبة الاعلام بعد الثورة والوقوف عند التجاوزات الممكنة وإبلاغها لهيئة الاتصال حتى يكون الاعلام بدوره حرّا ونزيها في نقل الحقائق. ما هي أهم الانشطة التي تم تنظيمها؟ لقد نظّمنا عديد الملتقيات والندوات ونظمنا يوما مفتوحا قلنا فيه ان كل المهتمين بالاعلام بإمكانهم الاتصال بنا لنمكّنهم من تكوين يخوّل لهم مراقبة وسائل الاعلام. كما نظّمنا ملتقيات تتعلق بالسياسة وتفسّر الديمقراطية وانتخابات المجلس التأسيسي كما تعرّف بالأحزاب لأن أغلبهما مجهول بالنسبة الى المواطن. وكيف تفاعل معها المواطن؟ في الحقيقة وجدنا في البداية إقبالا من قبل المواطنين على لقاءاتنا ببلادنا ولكن سرعان ما حدث فتور واضح وعدم إقبال على الملتقيات وعندما سألنا عن الاسباب أجابونا بأنهم ملّو الحديث عن السياسة وتأجيل الانتخابات مكّنهم من راحة ظرفية لاسيما ونحن في فصل الصيف حيث تنفتح الشهية للخلاعة والأحزاب فاق عددها 90 وأسماؤها متشابهة. كيف توفقين بين عملك كصاحبة محل سياحي وأسرتك والنشاط بالجمعية؟ (أجابت مبتسمة): منذ شهر جانفي وأنا متفرّغة تماما للعمل النضالي ايمانا مني بضرورة الحفاظ على هذا البلد العزيز فبالنسبة الى عملي تركت كل شيء للعاملين فيه هم حاليا اصحاب القرار وبالنسبة الى أبنائي هم حاليا مع والدهم الذي تفهّم لكل ما أعمل من أجله وساعدني بتقاسم الأدوار. ماهي الرسالة التي تريدين تبليغها الى كل نساء تونس في هذا الظرف؟ أقول لهن أنتن مواطنات تونسيات ولتكن «توانسة» لابدّ ان تكن فاعلات خاصة في مستوى المشاركة في الانتخابات لانتخاب من يحافظ على المكاسب التي حصلن عليها.