بعد ثورة 14 جانفي ظهرت عديد الجمعيات النسائية كبادرة طيبة من نساء واعيات بضرورة الإهتمام بشؤون المرأة وتحسين أوضاعها على جميع الأصعدة والمستويات. وجميل جدا أن تهتم هذه الجمعيات بالشأن النسائي من منطلق أنها نصف المجتمع وليس من منطلق ما يعرف ب«الفيمينيزم» ونجاح المرأة في مهامها سواء في المنزل أو العمل أو في الحقل السياسي والجمعياتي هو نجاح للرجل والأسرة على خلفية أنها شريك فاعل وواع بما له من حقوق وما عليه من واجبات ومن الجمعيات النسائية التي ظهرت بعد الثورة نجد جمعية النساء والكرامة التي تترأسها الدكتورة زهراء المراكشي رئيسة قسم طب الولدان بمستشفى شارل نيكول والتي تحدثت إليها « الشروق» في الحوار التالي: ٭ هل لك أن تعرفي بهذا المولود الجديد ؟ جمعية النساء والكرامة انطلقت في نشاطها بعد ثورة 14 جانفي لأنه قبل هذا التاريخ لم يكن بالإمكان التفكير في بعث مثل هذه الجمعيات وإن وجدت لا يمكن الحديث من خلالها بحرية عن الشأن النسائي وهو ما جعلني أفضل البعد عن الساحة النسائية التي كانت تستغل فيها المرأة لتبييض وجه النظام فكنت مجرد ديكور في جميع المناسبات ولكن بعد الثورة رفعت عديد الشعارات ومنها خاصة شعار الكرامة فكانت هذه الشعارات هي مصدر إلهام لاختيار إسم الجمعية لتكون جمعية نساء وكرامة ٭ لاحظنا ظهور عديد الجمعيات النسائية بعد الثورة فماهي الدوافع حسب رأيك؟ في مطلق الأحوال كثرة هذه الجمعيات هو ظاهرة صحية ووعي من النساء بضرورة العمل على تحقيق الإضافة للمرأة التونسية التي تواجه اليوم بعض التهديدات التي تمس من المكاسب التي ناضلت لأجلها سنوات عديدة وشخصيا من أهم الدوافع التي جعلتني أفكر في تكوين جمعية هو بروز تيارات تنادي بالعودة بالمرأة إلى الوراء وهو ما لا يمكن السماح به خاصة بعد أن ساهمت في ثورة 14 جانفي وضحت بالشهداء في سبيل إزاحة الظلم والإستبداد ٭ ماهي أهداف الجمعية وإلى أي مدى سوف تساهم في تحسين أوضاع المرأة ؟ للجمعية أهداف عاجلة انطلقنا في تنفيذها وأهداف عاجلة سوف نعمل على تجسيمها على أرض الواقع بعد انتخابات المجلس التأسيسي ٭ ماذا عن العاجل منها؟ يوم 23 أكتوبر القادم سوف نعيش حدثا تاريخيا بكل المقاييس والمرأة مطالبة بأن تكون فاعلة في هذا الحدث سواء من خلال المشاركة في انتخاب الذي تراه مناسبا أو الترشح لتحقيق مبدإ التناصف مع الرجال والذي نعتبر أن تحقيقه يحتاج إلى تضافر جهود جميع المهتمات بالشأن النسائي للتوعية والتحسيس ٭ وماذا عن إجراءاتكم في هذا الشأن ؟ كجمعية سوف ننظم حملات إعلامية عن طريق وسائل الإعلام كما سوف نستغل المواقع الإجتماعية والأنترنات للتحسيس والتوعية باعتبار المكانة الهامة التي حظيت بها منذ الثورة كما سننطلق في عقد ملتقيات وندوات تحسيسية لنساهم في توعية المرأة بضرورة التوجه نحو صناديق الإقتراع واختيار الأصلح من وجهة نظرها هي وسوف ننطلق غدا مساء في تنظيم هذه الملتقيات من خلال ندوة حول مكانة المرأة في تاريخ تونس. كما سنحرص على االتوجه نحو المعامل حيث يوجد العنصر النسائي بكثرة. ٭ هذا على مستوى مركزي ما نصيب المرأة في الجهات؟ للوصول إلى المرأة في الجهات نفكر حاليا في تنظيم ما يسمى بحافلة المواطنة التي ستنقلنا إلى الجهات الداخلية وسوف نغتنم الأسواق الأسبوعية للإلتقاء بأكبر عدد ممكن من النساء والحديث عن الإنتخابات وأهميتها بالنسبة إلى المرأة وأنها المرة الوحيدة التي نعيش فيها إنتخابات حقيقية لاختيار من يمثلنا وسوف نعمل على المساهمة في حملة استخراج بطاقة التعريف الوطنية للتمكن من المساهمة في الانتخابات. ٭ كيف ستعالجون قضايا المرأة بعد الانتخابات؟ بعد تكوين دستور ديمقراطي ينص على جميع حقوق المرأة سوف نعمل على تحسين وضعها في مجال العمل لأنها تفتقر إلى أن تكون في مواقع القرار بقطاعات عديدة على غرار الكليات رغم تواجد عدد كبير من الأساتذة الجامعيين من النساء كما أنها غير موجودة في عديد المنظمات على غرار إتحاد الشغل الذي لم تتبوأ فيه أية إمرأة إلى حد الآن مكانة عضو مكتب تنفيذي ومن القضايا الهامة التي تحتاج إلى معالجة نجد قضايا العنف الموجه ضد ها والتمييز على أساس النوع الإجتماعي. ٭ ماهي رسالتك إلى القراء؟ لسنا من دعاة «الفيمينيزم» وأكبر دليل أن أعضاء الجمعية منهم رجال وأيضا ليست لنا نوايا سياسية وسنعمل على معالجة قضايا المرأة وتنفيذ جميع برامجنا في كنف الحياد وعدم الإنحياز لأي طرف سياسي.