أثار غياب تميم البرغوثي عن الأمسية التي أعلن عن تنظيمها في سيدي بوزيد مؤخرا استياء كبيرا وقد أعلن البعض أن سبب الغياب غضب الشاعر وعدم مواصلة تسجيل برنامج «بلا مجاملة» الذي تبثه قناة «حنبعل» بعد استفزازه... لكن بث هذه الحلقة يوم الأحد كشف ان الحكاية لا أساس لها من الصحة إذ أن الحوار انتهى بالورود والابتسامات. حسب المادة التي تم بثها (ولا أعتقد ان التسجيل فيه حذف) حظي الشاعر بترحاب مقبول ومميّز حيث وقف له المنشط واعترضه وسلّم عليه وتناول الحوار قضايا مختلفة في جو عادي رغم الجدل الشديد الذي طرحته بعض الأسئلة. وتميّز الشاعر بدفاعه عن الطرح العروبي الأصيل في موقفه مما يجري حاليا في المنطقة العربية وكشف عن موقف شجاع قلما يجاهر به المبدعون العرب هذه الأيام وهذا ما يحسب لنضاله الى جانب شعره... ورغم توتّر الشاعر في بعض الأسئلة فلقد اختتم اللقاء مبتسما واهديت له الورود. وهذا ما ينفي الأخبار القائلة بأنه قطع التسجيل وغادر فجرا وفجأة بسبب استفزازه واتهامه في هذا البرنامج؟... بل إن الشاعر انتهز نهاية البرنامج ليعلن اعتذاره لبعض الجهات التي كان من المنتظر ان يقدم فيها أمسية شعرية لأسباب تخصه ولم يعلن عنها. يعود السؤال: لماذا لم يأت الرجل الى سيدي بوزيد؟ وهل فعلا حصل معه اتفاق حول تقديمه لأمسية هناك؟ إذا كان الاتفاق قد حصل فلماذا لم يعتذر الشاعر لسيدي بوزيد مثلما اعتذر لقابس وجربة في نهاية اللقاء ووعد بالعودة في الوقت المناسب؟ ... ما هكذا تخدم الثقافة في المدن الداخلية وما هكذا يتم التعامل مع الجمهور الثقافي بسيدي بوزيد... وما هكذا تصنع المصداقية؟