فجّر المفكّر محمد الطالبي أمس قنبلة حين دعا الى إلغاء الشريعة بوصفها منافية لحقوق الانسان وبوصفها «أكبر عدو للحريات» حسب قوله. وقال الطالبي في مداخلته حول «الاسلام والاعلان العالمي لحقوق الانسان» إن أكبر عدو لحرية الابداع والتفكير هي الشريعة لأن ا& سبحانه وتعالى خلق الانسان حرّا والقرآن يدافع عن الحريات حين يقول «لا اكراه في الدين». واعتبر الطالبي أنه لا يوجد في القرآن حكم الردّة، لكن الشريعة تقرّ هذا الحكم اعتمادا على حديث مكذوب عن رسول ا& ے (من بدّل دينه فاقتلوه) مضيفا أن «الشريعة التي تأمر بقتل من بدل دينه أو ارتدّ هي شريعة لا تتفق مع حقوق الانسان». وتابع الطالبي أن «الشريعة هي من كلام العباد، وأنا أدعو الى رفضها» و«الشريعة تخالف القرآن،وهي التي أوجدت حكم الرجم مع أنه لا يوجد في القرآن، وحاشى الإسلام أن يرجم أو يأمر بالرجم فهذا الحكم أخذه بعض الفقهاء عن التوراة». ومضى الطالبي منتقدا الفكر السلفي بالقول «إن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ولكن السلفية اليوم تهدد بالقتل بسبب اختلاف في الآراء». وأشار المفكر الذي أثارت تصريحاته قبل أيام جدلا الى أن السلفيين أهدروا دمه على ال «فايس بوك» لأنهم يعتبرونه مرتدّا وعلّق بالقول «أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله» وأمارس شعائري الدينية كاملة فمن أراد ان يقتلني فليأت وليفعل . ومهما يكن سأرفع قضية عدلية على «السلفيين». ودعا الطالبي التونسيين الى أن يخرجوا في مظاهرات تضاهي مظاهرات السلفيين كي يقولوا لا للإرهاب معتبرا ان للتونسيين الحق في أن يخرجوا عن دينهم ولا منطق في القول بقتل من بدّل دينه. وأضاف الطالبي «أنا عاقد العزم على مواصلة الكفاح من أجل تجديد الفكر الاسلامي لأن القرآن حرية يتفق اتفاقا كاملا مع حقوق الانسان، فالله يقول «ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم» ولم يقل «اقتل» هذا هو كلام الله ندفع الظلم بالتي هي أحسن. وخاطب الطالبي التونسيين قائلا: «أيها التونسيون كونوا مسلمين قرآنيين، لا تقدّسوا إلا الله ولا تقدسوا الصحابة (كما يفعل السلفيون) فكل من قدّس غير ا& مشرك... قوموا من أجل الحريات والدفاع عن أنفسكم من أجل قيام ديمقراطية اسلامية حقيقيةتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر». وختم الطالبي بالقول «ا& لم يقل اقتلوا من لم يدخل الاسلام، الشريعة اجرامية والقرآن سماحة ومحبة وا& ضد الاجراميين» حسب قوله. وقد أثارت مداخلة الطالبي جدلا داخل القاعة حيث حاول أحد الحضور مقاطعته والتعبير عن رفضه للمقاربة التي قدّمها، لكن عددا كبيرا من الحضور استنكر هذا التدخل بل ان البعض رفع شعار «ديڤاج» في وجه هذا التدخل وهوما أثار استياء فئة أخرى رأت في هذا التصرّف مصادرة لحق التعبير وإبداء الرأي.