يبدو أن خارطة الطريق الإفريقية لحل الأزمة الليبية بدأت تخط مسارها التوافقي والسلمي في ليبيا. حيث لاقت ترحيبا من الثوار الليبيين الذين وجدوا بين بنودها «دعوة» إلى تنحي العقيد معمر القذافي عن السلطة. طرابلس لامابو (وكالات): أعلنت قمة الاتحاد الإفريقي في ختام جلساتها الليلة قبل الماضية مبادرة سياسية لإنهاء الأزمة في ليبيا تقوم على إعلان هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار. بنود المبادرة وحسب مصادر إعلامية اطلعت على المبادرة فإن أهم فصولها تتمثل في : إعلان هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار الشروع في حوار وطني البدء في فترة انتقالية لا تتعدى 30 يوما. إنشاء حكومة مؤقتة تتكفل بالتحضير لانتخابات واقترح قادة الاتحاد الافريقي استضافة العاصمة الاثيوبية أديس أبابا المحادثات بين أطراف الأزمة في ليبيا بشأن وقف إطلاق النار والانتقال إلى تشكيل حكومة ديمقراطية. واعتبر رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أن المحادثات ستبدأ قريبا في العاصمة الأثيوبية. من جهته رأى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن الخطة الإفريقية تعطي لطرفي النزاع الليبي فرصة للمصالحة وتحدد أطر حوار وطني تحت إشراف الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي بدعم من الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي معربا عن تفاؤله بالتوصل إلى حل سياسي قريب للأزمة الليبية. وفي ما يخصّ مستقبل العقيد الليبي معمر القذافي فقد أكد مفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريفي رمضان العمامرة أن الدول الإفريقية اتفقت بعد مشاورات دامت ساعات على وجوب عدم مشاركة القذافي في المفاوضات الخاصة بحل الأزمة الليبية. ترحيب الثوار وفور تسلمهم للمبادرة الإفريقية، رحبّ المعارضون المسلحون باقتراح الاتحاد الإفريقي مؤكدين أنهم يفسرونه على أنه يعني عدم لعب الزعيم الليبي معمر القذافي أي دور في قيادة البلاد، وقال منصور سيف النصر ممثل المعارضة المسلحة في فرنسا إن «روح الوثيقة» تعني أن العقيد لن يلعب أي دور في مستقبل ليبيا إلا أن جهات داخل المجلس الانتقالي عبرت عن رفضها لهذه المبادرةظW. وفي ذات السياق أوردت صحيفة «تايم» الأمريكية أن الأزمة في ليبيا تتجه نحو انفراج سياسي مشيرة إلى أن دعوات وقف إطلاق النار تأتي حاليا من لاعبين أساسيين في الحلف بما في ذلك إيطاليا وتركيا. وأضافت أن الحل السياسي المرتقب سيضمن شكلا من أشكال تقاسم السلطة في البلاد بين قوات المعارضة المسلحة والنظام الليبي. ميدانيا كثف «الأطلسي» غاراته الجوية على كافة أنحاء غرب ليبيا مستهدفا، حسب زعمه 50 هدفا عسكريا لمواجهة تعزيزات الكتائب لقواتها قرب المدن الرئيسة. وقال الناطق باسم المجلس الانتقالي محمد شمام إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعد المعارضة الليبية بالمزيد من الأسلحة. وانتقد شمام الموقف الروسي من تسليح المعارضة الليبية قائلا إنه موقف يفتقد إلى الأخلاق السياسية. وكان موضوع تسليح المعارضة الليبية قد أثار جدلا واسعا بين موسكو وباريس لاسيما وأن القرارين الدوليين 1970 و1973 لا يسمحان بهذا الأمر.