أعلنت باريس أمس قبولها مشاركة ممثلين عن نظام القذافي في حوار وطني بليبيا يتبع رحيل «العقيد» عن السلطة بينما وصل المبعوث الروسي الى طرابلس حاملا معه مبادرة لحلّ الأزمة الليبية في وقت اقترح فيه الاتحاد الافريقي مبادرة أخرى تقضي ب«حل سريع» للأزمة يبدأ بهدنة إنسانية فورية توقف غارات الأطلسي التي واصلت أمس استهداف معاقل العقيد الليبي.. وفي خضمّ «حرب المبادرات» هذه اقترح سيف الاسلام القذافي إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر تحت إشراف دولي فيما رفض العقيد مجددا التنحّي عن الحكم.. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي بالعاصمة الجزائرية ان باريس تهدف من خلال مشاركتها ضمن قوات حلف شمال الأطلسي الى حماية المدنيين ووقف إطلاق النار وعودة كتائب القذافي الى ثكناتها وتنحّي العقيد معمر القذافي عن السلطة. حوار وطني وكشف جوبيه أن بلاده ستدعو الى حوار وطني في ليبيا بعد رحيل القذافي يشارك فيه جميع الليبيين بمن فيهم ممثلون عن نظام طرابلس. ونفى الوزير الفرنسي الاتهامات التي وجّهها أعضاء بالمجلس الانتقالي الليبي الى الجزائر بدعم نظام القذافي بالمرتزقة مؤكدا أن الجزائر تحترم قرارات مجلس الأمن الدولي في إشارة الى العقوبات المفروضة على النظام الليبي. ومن جهته ربط مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري اعتراف بلاده بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بموقف الجامعة العربية والاتحاد الافريقي الذي وضع خارطة طريق لتسوية النزاع في ليبيا. من جانبه طالب الاتحاد الافريقي ب«هدنة فورية» بليبيا لإنهاء معاناة الشعب الليبي معبّرا عن مخاوفه من أن استمرار الصراع قد يؤثر على شمال إفريقيا بمنطقة الساحل. وضمن هذا الاطار اتهمت جنوب إفريقيا حلف شمال الأطلسي باستهداف معمر القذافي عمدا محذّرة من الشلل الذي قد يلحق بمجلس الأمن بشأن ملفات أخرى بسبب مهمة الحلف في ليبيا. ومن جهته وصل مبعوث روسي يقود جهود موسكو لإنهاء الحرب في ليبيا الى العاصمة طرابلس لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في نظام العقيد معمر القذافي.. وقال المبعوث الروسي ميخائيل مارغيكوف عقب لقائه وزير الخارجية الليبي ان القذافي غير مستعد للتنحّي. اقتراح ليبي وردّ سيف الاسلام القذافي على هذه «الحزمة» من المبادرات بمبادرة أخرى اقترح فيها إجراء انتخابات بإشراف دولي في بلاده كحلّ لإنهاء الصراع الدائر في ليبيا. وقال سيف الاسلام في مقابلة مع صحيفة «كوريير ديلاسيرا» الايطالية انه واثق من فوز والده إذا ما أجريت هذه الانتخابات. وأضاف «الانتخابات هي الطريق الوحيد الآمن للخروج من الوضع الحالي في ليبيا». واقترح سيف الاسلام أن تجري الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر أو أي موعد قبل نهاية العام على أقصى تقدير. ميدانيا تواصل قصف «الناتو» أمس لمعاقل العقيد الليبي في طرابلس حيث دوّت سلسلة تفجيرات قوية أوقعت حسب التلفزيون الليبي 21 قتيلا من المدنيين.. وهو ما نفاه «الأطلسي» في وقت لاحق.. ومن جانبهم واصل الثوار تقدمهم نحو طرابلس وسيطروا على مناطق جديدة وفق مصادر عديدة متطابقة.