ما الذي يحدث صلب وزارة الثقافة؟! ما هذه اللخبطة؟! برمجة أعرق مهرجاناتنا تغيّرت بين «ليلى» وضحاها، عفوا بين الليلة وضحاها!!!. من المسؤول عن هذه اللخبطة؟! وماهذه البرمجة المضحكة المبكية؟! حقيقة ما يحصل صلب وزارة الثقافة مخجل بالنسبة إلى مثقفي تونس عموما. فكلّما قام أحدهم بإنتقاد أو نقد قرار صادر عن الوزارة أو طالب بإقالة الوزير إلاّ وتغير القرار إلى ضدّه تماما، أو تغيرت برمجة مهرجان كما حصل مع مهرجاني قرطاج والحمامات الدوليين مؤخرا. ومما لا يدع مجالا إلا لليقين، فإن الأخطاء المتعددة في الفترة الأخيرة لا تدل إلا على عدم ثقة سلطة الإشراف في قراراتها، وعلى عدم قدرتها على تحمل مسؤوليات إختياراتها وإلا ما تفسير حصول أي منظمة أو هيكل نقابي في مجال الثقافة على إمتيازاته كلما طالب بإقالة وزير الثقافة أو ندّد بقرارات سلطة الإشراف ! وإذا سلمنا بأن الإنسان عموما يخطئ ويصيب يصبح الأمر طبيعيا. لكن ما معنى أن يتغير القرار أحيانا إلى ضده بين ليلة وضحاها أو بين كلمة و«أختاها»؟! ألا يعتبر هذا إعتمادا كليّا على حاسة السمع أو كما يقال في دارجتنا عن إنسان يصدق كل ما يسمعه أنه «وذايني»؟! الحال إذن بقي كما كان عليه قبل الثورة في وزارة الثقافة ويبدو أن السيد الوزير «غلّطوه» في كل شيء حتى في برمجة عروض مهرجاني قرطاج والحمامات وما بعض التغييرات الحاصلة على هذه البرمجة إلا دليل قاطع على ذلك. ولسائل أن يتساءل بعد ما حدث مع الفنان لطفي بوشناق في الأيام القليلة الماضية ( وجاءت باللطف والحمد للّه) ماذنب كل من نور الدين الباجي وعلياء بلعيد ليلغى حفلهما بالعبدلية؟ وماذنب كريم شعيب ورحاب الصغير ليودعا «النجمة الزهراء» قبل الأوان؟! وماذنب صباح بوزويتة حتى لا «تسافر» إلى كراكة حلق الوادي؟! وحتى إذا كان الواقع عكس ما افترضنا أي أن سبب إلغاء هذه العروض، الفنانون أنفسهم ألم تتسرع الوزارة في عقدها لندوة صحفية كانت أشبه ب «ندبة صحفية» في الغرض؟! لقد هزلت، ياسيدي الوزير، فما يحصل بوزارتكم التي هي وزارتنا من مدّ وجزر لا يصلح للإصطياف بمهرجاناتنا ، لأنه ليس كل راكب للمهرجانات يحسن الغطس والسباحة في الإبداع والثقافة.