فعلا هي الثورة ..ثورة الأصحاء على المرضى ..ففي سابقة من نوعها نظم عامل بمستشفى صفاقس ليلة أول أمس الأربعاء وإلى غاية فجر يوم أمس الخميس حفل زفاف ابنته «نزول» داخل المستشفى الجامعي الهادي شاكر.. الزوج أو الزوجة ليسا من المقيمين بالمستشفى والحضور ليسوا من المرضى، بل من العائلتين المتصاهرتين اللذين فضلا إقامة الحفل بالمستشفى الجامعي بصفاقس رغم معارضة مدير المستشفى وتنبيهه على المنظمين عن طريق عدل منفذ .. وحتى لا نستبق الأحداث، وحتى نوضح المسألة التي نؤكد أن أغلب القراء لن يصدقوها بيسر، نقول إن أحد العاملين بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، وزع خلال الأسبوع الفارط إستدعاءات لتنظيم حفل «وطية» أو «نزول» حسب تعبير أهالي صفاقس .. في الإستدعاءات ضمّن العامل العنوان الذي يقول صراحة مستشفى الهادي شاكر بصفاقس .. أغلب الذين بلغهم الاستدعاء لم يصدقوا في البداية الخبر أو ظنوا أن خطأ مطبعيا تسرب في نص الاستدعاء ، فاتصل بعضهم بصاحب الدعوى واتصل البعض الآخر بالمستشفى فاتضح ان الخبر صحيح لا غبار عليه ..عامل بالمستشفى استغل ظروف الثورة لينظم حفل «نزول» داخل المستشفى و تحديدا بفضاء رياضي واقع في المستشفى و غير بعيد عن أقسام المرضى. مدير المستشفى، بلغه الخبر، ونبه على العامل عن طريق عدل منفذ ، لكن العامل أصر على موقفه وتمسك بحقه في تنظيم حفله حيثما شاء(!)، و فعلا تم الحفل ليلة أول أمس لتسجل صفاقس حدثا استثنائيا بعد ثورة 14 جانفي .. على كل ألف مبروك للزوجين، ونتمنى أن يكون المرضى قد استمتعوا بالحفل الذي نشطته فرقة موسيقية ولم تغب فيه البقلاوة والملبس مع الزغاريد و الرقص..