مختلف ومتجدد يبحث عن التفرد ليكون متميز ا على ركحه ذاك هو شريف علوي العائد الى جمهوره بعد غياب دام 5 سنوات في حفل الليلة الثانية من مهرجان قرطاج الدولي مساء أمس الأول، بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد. منذ الوهلة الأولى ألقى سحر المكان بظلاله على أداء الفنان الذي صعد على الركح العاشرة ليلا بعد ان افتتح الكورال. السهرة بأغنية جديدة افتتاحية العرض «غروب الشمس» وتمنينا لحظتها لو انطلقت السهرة مع غروب الشمس ليتمتع الحاضرون بأجمل المشاهد الطبيعية في امتزاج زرقة مياه البحر باخضرار الأشجار وبعراقة المكان التي تعود الى عهد البارون بيير لنجاي. اختلاف امتد العرض حوالي الساعة والأربعين دقيقة دون انقطاع اختلفت فيه الأغاني وتنوعت مضامينها وغلب عليهالمسرح فغنى صاحب العرض ووصل حد الانتشاء عندما قدم أغنية الحرية والتي قال إنها تلازمه منذ عقدين ايمانا منه بأن شمس الحرية ستبزغ يوما. حضور متواضع جمهور سهرة مساء أمس الأول كان متواضعا وربما لتزامن حفل شريف علوي مع افتتاح مهرجان الحمامات الدولي وسهرة أميمة الخليل في المسرح البلدي ونقص الدعاية أسباب كافية لضعف عدد الجمهور ورغم ذلك استمتع من حضر الحفل وتفاجأ الجمهور بأغنية «الثعلب» والتي كانت على شكل حوار بين الثعلب الماكر والديك الفطن في احالة عميقة على الواقع السياسي اليوم. ولم يتخل شريف علوي على «الزيوانة» و«على الشط» و«سهران»... أغان رددها معه الجمهور وتفاعل مع ايقاعها. اختلاف تخلى شريف علوي في عرض مساء أمس الأول عن القفزات والشحطات البهلوانية التي عرف بها فغنى وأوصل احساسه الى جمهوره كما تخلى أيضا عن البدلة البيضاء وظهر ببدله كلاسيكية سوداء وربما أراد أن يعبر عن حزن مرده ترتيبات سنوات من الظلم عاشها شريف علوي كفنان وكإنسان في عهد الاستبداد الى جانب تعاطفه مع الشهداء وعائلاتهم. وما جلب انتباهنا أن التلفزة التونسية لم توثق الحفل لتواجد الحافلات بملاعب كرة القدم حسب مسؤول من وزارة الثقافة وهكذا اذن وكالعادة تبجل الكرة على الأنشطة الثقافية.