تزخر جهة تطاوين بثروات طبيعيّة متميّزة تجعل منها لو تمّ إستغلالها وتوظيفها على الوجه الأكمل قطبا صناعيّا وسياحيّا وفلاحيّا بارزا على المستوى الوطني من هذه الثروات نذكر المواد الإنشائيّة والموارد المائيّة والأراضي الفلاحيّة الشّاسعة . أهمّ هذه الثّروات على الإطلاق الثروة المائيّة حيث ُتفوق كميّة الموارد المائيّة في تطاوين بمختلف مصادرها 95 مليون متر مكعّب في السّنة ويبلغ عدد الآبار السّطحيّة والعميقة 2609 بئر منها 2009 بئر مجهّزة .مع الملاحظ أنّ نسبة إستغلال هذه الثّروة المائيّة لا تزال ضعيفة في حدود 33 % حيث لم تتجاوز 31 مليون متر مكعّب من جملة 96 مليون متر مكعّب تقريبا في السّنة. أمّا المساحات الفلاحيّة الشّاسعة فهي ثروة أخرى في ولاية تطاوين يمكن أن تصنع من الجهة قطبا فلاحيّا يحتذى إذا ما تمّ إستغلال وتوظيف واستصلاح جميع أنواع الأراضي بالولاية. فإنّ مساحة تطاوين كما هو معلوم هي في حدود 39 ألف كلمتر مربّع حيث تبلغ حوالي ربع مساحة الجمهوريّة التّونسيّة(25 %) وحوالي نصف إقليم الجنُوب التوّنسيّ بنسبة 43,2 % من مساحة الجنوب. هذا وتقدّر المساحات الفلاحيّة بتطاوين بحوالي 1,7 مليون هكتار منها 190 ألف هكتار أراضي محترثة و10,5 آلاف هكتار غابات أمّا المراعي فهي تمسح 1500 ألف هكتار. وتتوزّع المساحات المستغلّة من هذه الأراضي إلى الزّراعات الكبرى ويخصّص لها في الموسم الممطر 45 ألف هكتار للحبوب و361 هكتار للزّراعات العلفيّة وأكثر من 6 آلاف هكتار للأشجار المثمرة و45 ألف هكتار للزّياتين و843 هك للخضروات وبذلك يكون مجموع المساحات الفلاحيّة القابلة للإستغلال الفلاحي 97334 هكتارا. يذكر أنّ قيمة المشاريع المصادق عليها من صنفي «ب»و «ج» في مجال الفلاحة والخدمات المرتبطة بها والتحويل الأوّلي المندمج بولاية تطاوين بلغت خلال المخطّط العاشر للتنمية 35 مليون دينارً ومن المؤملّ أن تفوق خلال المخطّط الحادي عشر 40 مليون دينار حيث تتمثّل أهمّ مجالات الاستثمار المُتاحة بالولاية في إنتاج اللّحوم الحمراء والخوخ البدري والبطاطا آخر فصلية والخضروات البدريّة والكمأ والسكوم والنّباتات الطبيّة والعطريّة ومنتوجات الفلاحة البيولوجيّة. ويبقى سؤال يطرح نفسه وهو لماذا لا يتم خلال سنوات الجفاف الطويلة استغلال المخزون المائي الهائل الذي تزخر به ولاية تطاوين في خدمة الفلاحة وتنمية الجهة اقتصاديا ؟ فبهذه الموارد المائيّة الهائلة والأراضي الفلاحيّة الشّاسعة وهذه الاستثمارات الفلاحيّة الضّخمة, ألا يحقٌّّ لأهالي تطاوين أن يعملوا على تحويل جهتهم إلى جنّة خضراء في قلب الصّحراء النّابض بالحياة والعزيمة والتّحدّي خلال سنوات قليلة ؟ .