اعترفت مجموعة الاتصال حول ليبيا أمس بالمجلس الوطني الانتقالي حكومة شرعية مجددة دعوتها العقيد معمر القذافي الى الرحيل فيما توعّدت لندن نظام طرابلس بتصعيد عسكري جديد. اسطنبول، عواصم (وكالات) وأوردت باريس أن خارطة طريق لتسوية الأزمة الليبية ستطرح وذلك تزامنا مع تفويض دولي للمبعوث الأممي الى ليبيا عبد اللّه الخطيب بطرح شروط ترك العقيد الحكم في إطار عرض سياسي يشمل وقف إطلاق النار. «الاتصال» تعترف ب«الانتقالي» وقال وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه أمس ان مجموعة الاتصال حول ليبيا المجتمعة في اسطنبول ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي حكومة شرعية، مضيفا أن العمليات العسكرية في ليبيا ستستمر خلال شهر رمضان المعظم. وأشار الى أن خارطة طريق ليبية ستطرح للخروج من هذه الأزمة تشمل مطالبة العقيد بالتنحّي والدعوة الى وقف اطلاق النار والحثّ على الوصول الى توافق وطني ودستور وانتخابات برلمانية. تفويض الخطيب من جهته، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا سيعترف ب«الانتقالي» ممثلا للشعب الليبي مما لا يترك خيارات أمام الزعيم معمر القذافي سوى التنحّي. وأضاف أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا عبد اللّه الخطيب سيفوّض بطرح شروط تنحّي العقيد عن الحكم زاعما أن روما لا تريد إبرام صفقات نفط جديدة مع نظام العقيد. وأكد أن فريق التفاوض الأممي سيحدّد ما إذا كان سيتمّ السماح للعقيد بالبقاء في ليبيا أو مغادرتها. وفي ذات السياق، قال الخطيب انه يحاول تأمين مسار سياسي يؤدي الى حل توافقي في ليبيا يفضي الى عملية سياسية انتقالية تمكن الشعب الليبي من تغيير الوضع الذي كان سائدا قبل منتصف فيفري الماضي. وأردف أن العودة الى ما قبل 17 فيفري باتت مستحيلة وغير مقبولة لدى الشعب الليبي مشيرا الى أن عمله سيقوم على إيجاد مسار يلبي متطلبات تحقيق حل سياسي وعلى وقف اطلاق النار وتأمين عملية انتقالية في البلاد. تصاعد الضغط العسكري بدورها، أعلنت لندن أن العمل العسكري ضد العقيد معمر القذافي سيتصاعد، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، خلال قمة مجموعة الاتصال الدولية، إن الخطيب اضطلع بدور محوري في اجتماع مجموعة الاتصال ونعتبره قناة المفاوضات والتسوية السياسية في حين يستمر الضغط العسكري على النظام في تصاعد. وأوضحت لندن على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أليستير بيرت أنها سترسل 4 طائرات تورنيدو لدعم مهمة الأطلسي في ليبيا. وأضاف بيرت أن هذه المقاتلات مجهزة بشكل جيد للاستكشاف والاستطلاع ورصد الأهداف لا سيما مع تواصل الصراع وازدياد صعوبة تحديد الأهداف العسكرية. وفي المقابل، وجهت موسكو تنديدا وهجوما سياسيا لاذعا الى حلف «الناتو» مشيرة الى وجود خلافات داخل الحلف بشأن الحرب على ليبيا. وقال مندوب روسيا الدائم لدى حلف «الناتو» ديمتري روغوزين انه لا أحد في «الأطلسي» يستطيع تأكيد وجود خطة للتعامل مع الأزمة الليبية إذا قرّر القذافي التنحي بصورة مفاجئة. وتابع أن بولونيا وألمانيا ليستا مرتاحتين للعملية العسكرية في ليبيا. في ذات الاطار قال مصدر في وزارة الدفاع البريطانية ان الاهداف العسكرية في ليبيا لم تعد واضحة بصورة كبيرة. وأضاف أن بلاده لا تفتقر الى المعدات العسكرية وإنما الى الأهداف مجددا مزاعم لندن والغرب عامة باستخدام العقيد عربات المدنيين لحماية كتائبه من قصف «الأطلسي».