لم يكد ينفض اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا بالعاصمة القطرية الدوحة والذي انتهى أول أمس إلى اتفاق بالاجماع على ضرورة تنحية العقيد معمر القذافي والاعتراف بالمجلس الانتقالي في بنغازي ممثلا شرعيا للتحاور معه وضرورة حماية المدنيين الليبيين حتى جاء رد فعل العقيد الليبي متحديا لهذه الارادة الدولية حيث أقدمت قواته على ارتكاب مذبحة جديدة أمس في مدينة مصراتة المحاصرة منذ عدة أسابيع (غرب) راح ضحيتها ما لا يقل عن 23 من سكانها المدنيين بالاضافة إلى الجرحى والذين قدر عددهم بخمسين. يأتي ذلك فيما صعد حلف شمال الأطلسي من ناحيته أمس من لهجته تجاه نظام القذافي معلنا بصورة واضحة أن الهدف المشترك بين أعضائه حاليا هو إنهاء نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، وبينما شهدت عملياته العسكرية الجوية تكثيفا ملحوظا شمل قصف أهداف في العاصمة طرابلس وذلك في حين دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دول الحلف إلى الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة ما وصفتها بمحاولات العقيد «لاختبار عزيمتنا". وحسبما أوردته وكالة الأنباء «رويترز»، فقد هزت أربعة انفجارات أمس العاصمة الليبية مشيرة إلى أن أعمدة دخان شوهدت تتصاعد في جنوب شرق المدينة، فيما قالت شاهدة عيان لقناة «الجزيرة» الفضائية تدعى الزهراء أن القصف استهدف باب العزيزية مقر العقيد القذافي. وأكد التلفزيون الليبي وقوع الغارات الجوية متحدثا عن وقوع إصابات. وأفاد مراسل رويترز بأن طائرات الحلف زادت كما يبدو، طلعاتها الجوية على طرابلس حيث أمكن سماعها وهي تحلق فوق المدينة طوال صباح وبعد ظهر أمس. وكان الحلف قد ذكر أمس أن طائراته الحربية أغارت على مخازن للذخيرة قرب العاصمة الليبية. مجزرة مصراتة إلى ذلك، أعلن الثوار الليبيون أمس أن 23 شخصا على الأقل بينهم خمسة مصريين قتلوا في هجوم بثمانين من صواريخ «غراد» شنته كتائب القذافي على حي قصر أحمد السكني بمدينة مصراتة غربي البلاد، وإن الكتائب تقصف المدينة "عشوائيا". وذكر الثوار أن القصف أسفر كذلك عن إصابة ما لا يقل عن 50 شخصا بجروح بينهم 15 وصفت حالتهم بالخطيرة جدا. وقال متحدث باسم الثوار إن معظم القتلى كانوا يصطفون أمام أحد الأفران لشراء الخبز، وكان بينهم العديد من الأطفال والنساء. وكان الثوار قد تمكنوا أول أمس من دحر هجوم لكتائب القذافي عند المشارف الغربية لمصراتة وأسروا نحو عشرة جنود. «الناتو»: إسقاط القذافي في خضم هذه التطورات، أكد حلف «الناتو» أمس أن الهدف المشترك بين أعضائه حاليا هو إنهاء نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، مضيفا على لسان أمينه العام اندرس فوغ راسموسن أنه سيواصل عملياته في ليبيا «طالما كان ذلك ضروريا» و»سيفعل كل شيء» للدفاع عن المدنيين الليبيين. إلا أن راسموسن الذي أدلى بهذا التصريح عقب غداء عمل لوزراء خارجية الحلف الاطلسي افتتح أمس في برلين وخصص للازمة الليبية، أقر في الوقت نفسه بأن الحلف «يحتاج لمزيد من الطائرات لشن هجمات على الارض» للقيام بمهمته على اكمل وجه. لكنه اضاف أنه «على يقين بان الدول (الاعضاء في الحلف) ستستجيب لتقديم هذه الوسائل» التي طالب بها القائد الاعلى للحلف الاطلسي في اوروبا الاميرال جيمس ستافريديس في بيان تلاه على الوزراء. وكانت فرنسا وبريطانيا اعلنتا انهما سيطلبان من الحلفاء الآخرين «تكثيف» الغارات على قوات معمر القذافي من خلال تقديم طائرات اضافية والسماح لها بالمشاركة في الضربات. كلينتون وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن استمرار نظام القذافي في اعتداءاته الوحشية يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يدعو إلى وقف كل الهجمات ضد المدنيين. وأصدرت كلينتون بيانا قالت فيه إن حكومتها تلقت الأيام القليلة الماضية «تقارير مزعجة عن تجدد الأعمال الوحشية التي تنفذها قوات القذافي". ولفتت المسؤولة الأمريكية إلى أن بلادها «تجمع معلومات عن أعمال القذافي، وهي يمكن أن تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي أو قانون حقوق الإنسان". وأكدت أن واشنطن تعمل على توثيق هذه الأعمال بشكل مناسب، وأنها ستضمن أن تتم محاسبة من ارتكبوا هذه الأعمال "الوحشية" على أفعالهم.