عروض متميزة ظهرت للنور على يد أسماء قديمة وعريقة في الفن المسرحي. عروض نالت حظها من البرمجة في عديد المهرجانات وان بحظوظ متفاوتة ضمن صراع خفي. وأخرى تعاني تهميشا نخر جسد الثقافة وشلها...الا من صمد وناضل وتحدى. تقدم شركة نواقيس للإنتاج المسرحي بالقيروان اليوم 16 جويلية عرضها لمسرحية «سارس» بمهرجان الحمامات الدولي وذلك بالمركز الثقافي بالحمامات. وذلك الى جانب عديد العروض بعدد من مناطق الجمهورية. وهي من بين المسرحيات التي تمت برمجتها في عدد من مهرجانات الجمهورية في عروض مدعومة. «سارس» نص لفتحي الفارسي والدراماتورجيا لمحمد القلعي والسينوغرفيا والاخراج للجيلاني الماجري. أما التمثيل فلكل من الطاهر رفراف وماهر المحظي وهدى بن كاملة وسامية بوقرة وعواطف الجباري في شخصيات متعددة. والمسرحية هي معالجة فنية لعديد المشاكل النفسية والاجتماعية التي تواجه أنماط البشر. تنطلق قصة المسرحية من خلال لحظة توهم بالإصابة بفيروس خطير (سارس) لمجموعة من البشر جمعتهم الظروف في مكان واحد. وقضى الفيروس على جميع من حولهم ولم يبق على قيد الحياة غيرهم. وهو ما ادخلهم في تفاصيل من الحلم المشوب بالذعر والألم المصاحب للأمل في انتظار الاجل...وتتخلله قصص وحكايات لشخصيات متعددة الادوار. والمسرحية عمل جديد من انتاج «نواقيس للمسرح» بالقيروان قدمت عرض اللجنة يوم 27 ماي 2011 وهي من المسرحيات القلائل المنتجة بعد الثورة. وتضاف المسرحية الى رصيد المخرج الجيلاني الماجري احد ابرز المسرحيين بولاية القيروان. والذي في رصيده عديد الأعمال المسرحية (عقبة وبهلوان الفنان...) بعضها متميز وبعضها الآخر متواضع. في الكواليس... وينطلق المخرج الجيلاني الماجري من إحداث بارزة او قضايا اجتماعية ثم يبلورها ويطورها الى عمل مسرحي. وهو كثيرا ما يتعامل مع عديد المؤلفين لضمان التنوع والجدية في العمل. كما يعتمد على وجود جديدة في كل مرة. ويرأس الماجري هيئة مهرجان المسرح الحديث بالقيروان الذي انطلق كبيرا ليتواصل على عدة دورات، لكن يحتاج الى تطوير بسبب السقوط في التناسخ والتشابه مع عديد المهرجانات بالجهة. ويذكر ان وزارة الثقافة التي قامت بتوزيع العروض على عدد من ولايات الجمهورية، استثنت بعض المهرجانات الدولية او في بعض الأحيان مارست عملية انتقائية خصوصا في توزيع الأولوية. فنجد ان العروض الجيدة تبرمج في قرطاج والحمامات وغيرها ثم لا تصل الجهات الداخلية، فهل هي عملية عفوية... ام يقف وراءها أصحاب العروض بتحريك الكواليس. أين حظنا من الإعلام؟ المثقف بعد الثورة ينتظر ان ينال حظه ليس من الدعم فحسب وإنما من المشاهدة والتعريف. وقد اعرب لنا المسرحي الجيلاني الماجري عن تعرضه الى الصنصرة من قبل بعض وسائل الاعلام ومن قبل بعض العاملين بالقطاع لأسباب ضيقة حسب قوله. مطالبا بان يواكب الاعلام ثورة الحرية...وقال ان القيروان لا تنال حظها من الاعلام كما لا ينال المبدع في القيروان بوصفها منطقة داخلية، حظه من التعريف بالابداع ويهمش كما تهمش الجهات الداخلية. مشيرا الى ان الشأن الثقافي بالجهة يحتاج الى تفعيل ومراجعة. ومثلما نامل بدورنا أن يواكب الاعلام قيم الثورة نتمنى أن تتفاعل النخبة المثقفة والمبدعون مع انتظارات الجمهور الذي مج بعض العروض النمطية...وان يتم تغليب جودة العمل على حسابات العروض والدعم. هذا ولا تزال أسئلة كثيرة تتردد عن نجاعة المهرجانات وعن دورها الحقيقي بالنظر الى واقع بعض المهرجانات التي تثير عديد الاستفهامات حول ما اذا كانت تكرس سياسة الأمر الواقع ام تطرح بديلا ثقافيا.