أفاد شهود عيان أن الحريق الذي أتى يوم الجمعة على 100 هكتار من أشجار الصنوبر والكالاتوس في غابة «دار شيشو» بمعتمدية حمام الغزاز (ولاية نابل) «حصل بفعل إجرامي متعمد». ونقل بيان صحفي أصدرته أمس وزارة الفلاحة والبيئة عن متساكني هذه المنطقة الغابية انهم شاهدوا دراجة نارية «مشبوهة» تتنقل عبر مسالك الغابة وأن «بؤر النيران» كانت تندلع في الأمكنة التي تمر منها الدراجة. وأفاد السكان أن النيران نشبت في «مناطق متفرقة ومتباعدة» داخل الغابة وأنه «تكرر ظهور اللهب كلما نجحت جهود فرق الاطفاء في القضاء على الحريق». وفتحت السلطات تحقيقا أمنيا للكشف عن هوية الجناة وتتبعهم قانونيا. وكان الحريق اندلع مساء الخميس الماضي على مساحة 6 هكتارات قبل أن تتسع رقعته يوم الجمعة الى 100 هكتار. واستمرت عمليات اطفاء الحريق إلى وقت متأخر من ليلة الجمعة لتنتهي باخماد الحريق بالكامل. وتحول محمد السيد مختار الجلالي وزير الفلاحة والبيئة مساء الجمعة إلى منطقة دار شيشو حيث عاين عمليات الاطفاء التي شارك فيها أعوان الغابات والحماية المدنية مدعومين بطائرات وتحادث مع متساكني الغابة وخاصة احد الفلاحين الذي تعرضت مزرعته ومنزله الى أضرار جراء الحريق. وأوصى الوزير بضرورة تضافر جهود حراس الغابات ومتساكنيها لضمان اليقظة وللتحسب من مسببات الحرائق طيلة فصل الصيف. يذكر أن الفصل 307 من المجلة الجزائية التونسية يعاقب بسجن «من أوقد النار مباشرة أو تعريضا» في محصول زراعي لمدة 12 سنة. ووفق نفس الفصل «يكون العقاب الاعدام إن نتج عن الحريق موت» إنسان. هذا وقد عاودت النيران يوم أمس ولليوم الثالث على التوالي الاشتعال لتلتهم أشجار الصنوبر بجزء جديد من الغابة. وأشارت مصادر مطلعة بولاية نابل في تصريح لمراسل «وات» بالجهة إلى ان النيران قد انتقلت يوم أمس إلى جزء جديد من الغابة بعد ان تم التوصل الجمعة إلى عزلها وفتح ممرات ترابية للحيلولة دون انتشارها في كامل الغابة. وتسببت الرياح التي هبت يوم السبت على المنطقة في إعادة انتشار الحريق من جديد ليشمل جزءا إضافيا من الغابة يتكون بالخصوص من أشجار الصنوبر سريعة الالتهاب. ويرجح المصدر ان « يتسبب هذا الحريق الخطير في كارثة بيئية خاصة وانه يهدد مساحة غابية تقدر بحوالي 1800 هكتار. وقد أتى الحريق الذي انطلقت شرارته منذ يوم الخميس الماضي على مساحة تفوق 100 هكتار ويرجح ان يمتد السبت على 100 هكتار أخرى على الأقل. وتبقى الجهود المبذولة لإطفاء الحريق غير كافية خاصة وانه يتجاوز الطاقة الجهوية للتصدي للحرائق وهو ما يتطلب تكثيف التدخل ولاسيما بالطائرات المروحية التي ما تزال الى الآن تواصل طلعاتها للحد من انتشاره . وأضاف المصدر « ان هناك حاجة ملحة إلى ان تعقد اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث اجتماعا طارئا لضبط خطة تدخل في مستوى خطورة الحريق الذي لا يهدد فقط المساحات الغابية بل وكذلك المساحات الفلاحية الموجودة داخل الغابة أو المجاورة بالإضافة إلى إلحاق الضرر بمجموعة هامة من الحيوانات البرية».