تونس (وات)- أفاد حبيب عبيد مدير المحافظة على الغابات بالادارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة والبيئة أن الحريق الذي اندلع بغابة دار شيشو (ولاية نابل) أتى على 400 هكتار من مساحة الغابة قبل أن يتم إخماده بالكامل. وذكر خلال لقاء إعلامي بمقر الوزارة الأولى أن الحريق الذي اندلع يوم 14 جويلية 2011 ألتهم في اليوم الأول 17 هكتارا وفي اليوم الموالي 87 هكتارا وفي اليوم الثالث 200 هكتارا دفعة واحدة لافتا إلى أنه كلما تم اخماد النيران في منطقة إلا واندلعت في بؤرة أخرى داخل الغابة. وفتحت مصالح وزارة الداخلية تحقيقا في ملابسات الحريق الذي اندلع في 5 بؤر متباعدة بالغابة ويرجح أنه "بفعل فاعل". وقال سكان في وقت سابق انهم شاهدوا دراجة نارية "مشبوهة" تتنقل في مسالك غابة دار شيشو وأن "بؤر النيران" كانت تندلع في الأمكنة التي تمر عبرها الدراجة. وشاركت في اخماد الحريق طائرات وقاذفات مياه وشاحنات إطفاء تابعة للجيش الوطني إضافة إلى أعوان الحماية المدنية واعوان الغابات ومتساكني غابة دار شيشو. وحسب العميد مختار بن نصر المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني فإن التدخل بالطائرات لاطفاء الحرائق الغابية يكلف الدولة 3500 دينار عن كل ساعة طيران. وتمسح غابة دار شيشو التي غرستها الدولة قبل 60 عاما من أجل تثبيت الكثبان الرملية في المنطقة 12 ألف هكتار. ويتكون الغطاء النباتي في الغابة من 3 أنواع من الاشجار هي الصنوبر الحلبي (سريعة الاشتعال) والكالاتوس والأكاسيا. ويوجد داخل الغابة وعلى مستوى منطقة "واد البير" مركز لتربية 3 أصناف نادرة من الحيوانات البرية تم إحداثه قبل 60 عاما. ويتولى المركز إكثار هذه الحيوانات قبل إطلاقها في مناطق غابية. وتضم الغابة أيضا منبتا غابيا عصريا تم إحداثه قبل 10 سنوات ضمن تعاون تونسي كندي. ولم تمتد الحرائق الاخيرة الى المركز والمنبت. تسجيل 49 حريقا بمناطق غابية مختلفة أتت على 530 هكتارا. ويعد حريق غابة دار شيشو أكبر هذه الحرائق إذ أتى لوحده على 400 هكتار. وبلغ المعدل السنوي لحرائق الغابات التي جدت خلال الأعوام العشرة الأخيرة في تونس 150 حريقا. وتأتي هذه الحرائق كل عام وبحسب العوامل الجوية (الجفاف وارتفاع درجات الحرارة) على ما بين 300 و1400 هكتار من الغطاء الغابي. وتنتشر الغابات في تونس على مساحة 3ر1 مليون هكتار وتمتد داخل 15 ولاية ويقطنها مليون ساكن.