باكالوريا + 10 سنوات ورغم ذلك ما يزالون يعملون تحت بند نصف العقود... حوالي 4 آلاف باحث جامعي تونسي على حافة النسيان، حلمهم الوحيد الترسيم وضمان مستقبلهم. «الشروق» التقت مجموعة منهم ونقلت شواغلهم وهواجسهم. تجمع العشرات منهم بركن مقهى بشارع الحبيب بورقيبة... فتيات وفتيان اختلفت ملامحهم وسنوات تجربتهم بعد الباكالوريا... لا يوحد بينهم الا الامل في وجود حلّ جذري لمشكلتهم... أقلهم تجاوز عامه السادس بعد الباكالوريا وآخرون بلغوا عامهم العاشر من الدراسة والبحوث... تراوحت شهاداتهم العلمية بين الماجستير بحوث والدكتوراه... الا أنهم مازالوا ضمن بند نصف العقود... يحلمون بالترسيم... متعاقدون مع وزارة التعليم العالي رغم حصولهم جميعا على الماجستير والبقية مرسمون في رسالة الدكتوراه. ... أسامة ومنال.. نسيم وعفيفة.. أسماء لمشكل واحد، تتقاسمه أكثر من 4000 شاب وشابة يعملون الى اليوم بنصف عقود لسنوات طويلة... تقول عفيفة بن مريم: «أنا متخرجة ومتحصلة على الماجستير منذ سنوات طويلة... واليوم أبلغ عامي العاشر في العمل تحت طائلة وزارة التعليم العالي بنصف عقد... منها 5 سنوات ونصف كمهندس أول بقابس... اليوم أصل الى عقدي الرابع وهو آخر العقود المسموح بها قانونا ورغم ذلك مازلت غير مرسمة ولا أحد اهتم بمشكلتي...» BAC + 10 نعم الباكالوريا مع عشر سنوات تلك هي حقيقة شهائدي العلمية، ورغم ذلك مازلت متعاقدا بنصف عقد هكذا علق على الأمر أسامة بويحيى المتحصل على الماجستير منذ سنة 2006. ويدرّس علم الاجتماع بولاية نابل. مضيفا: «أبلغ اليوم عامي الرابع كمتعاقد بنصف عقد... وكل العمل أقوم به وحدي ورغم ذلك فإن حلم الترسيم مازال يراودني وهي مشكلة الآلاف منا... رغم كل الوعود التي تلقيناها. وها نحن مازلنا في طابور الانتظار لتحقيق هذا الحلم. نصف عقود نفس الحلم شاركه فيه محمد علي شارني المتحصل على ماجستير بحوث منذ 3 سنوات وهو متعاقد بنصف عقد هو عدد 3 وذلك بالمعهد الاعلى للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا يقول محمد علي: «الى اليوم مازلت أنتظر حلا جذريا لمشكلتي شأني شأن غيري فالعقود ليست الا نصف عقود لمدة 6 أشهر فقط. وأضاف أنا انتظر مثل غيري 10 أعوام أخرى لأحظى بترسيم... لقد درسنا وتخرجنا وعملنا ورغم ذلك مازالت أحلامنا محجوزة في حلم ترسيم حتى نتمكن من التقدم في حياتنا الخاصة. عقود.. عقود نسيم السويسي، تحدث هو الآخر عن نفسه بالقول: «أنا باكالوريا + 6 سنوات ومتحصل على الماجستير منذ 3 سنوات ومازلت في عقدي الثاني (نصف عقد).. أحس أحيانا أن كل الأبواب موصدة، فمتى تنظر سلطة الاشراف الى مشكلتنا.. أم أننا منسيون فعلا من خارطة طريقهم؟ أما منال دبوسي المتحصلة على ماجستير اقتصاد مالي وبنكي ومسجلة في أطروحة دكتوراه في عامها الخامس موضوعها عن «الازمات المالية وسبل تجاوزها» تحدثت عن وضعيتها بالقول: «نعم مازلت الى اليوم بعد 4 سنوات من العمل مجرد نصف متعاقدة... تصوّروا ان المناظرات السنوية التي يتقدم لها الكثيرون لا يؤخذ منها الا 4 أشخاص فقط كل عام. كل ما أرجوه هو أن يقع إلغاء هذه المناظرة من جهة وفتح ملفاتنا فأغلبنا متحصل على الدكتوراه، ورغم ذلك مهددون فور انتهاء العقود بالطرد فهل يعقل هذا.. بعد 14 جانفي توقعنا حلا لمشكلتنا لكن يبدو ان الحال بقي كما هو. دكتوراه تساوي نصف عقد ياسمينة عافي متحصلة على الماجستير المهنية في ادارة الاعمال تحدثت ل«الشروق» بالقول: «نعم لدينا ماجستير مهنية وأخرى ماجستير بحث عن الديناميكية الاقتصادية والمالية وبلغت العقد الرابع ورغم ذلك مازلت أعمل ضمن نصف عقد. يقولون إن من يمتلك ماجستير بحث كاملة مع عامين تسجيل في الدكتوراه يدخل مباشرة للعمل وهذا غير صحيح بدليل هناك من يمتلك أكثر من ماجستير ودكتوراه وما يزال متعاقدا الى اليوم، لدرجة أننا جميعا لم نتمكن الى اليوم من التفكير جيدا في حياتنا الخاصة اعتبارا لكون حياتنا العملية غير مستقرة ومهددة في كل وقت. مخالفة لقانون العقود احدى المحتجات بلغت مرحلة 9 عقود!! رغم ان القانون يشير الى 4 عقود فقط وخامسهم اسعاف وهي متحصلة على شهادة الدكتوراه ورغم ذلك هي عاطلة عن العمل. مشكلة المساعدين المتعاقدين للتعليم العالي.. أزمة فعلية لا تزال تترنح بين شبه مناظرات ونصف عقود في انتظار ان تقرر الوزارة المعنية حلها الجذري لهذا الاشكال الذي يهم اكثر من 4000 شاب وشابة متعاقدون بنصف عقود ومهددون بالطرد بالقانون رغم شهائدهم العلمية العليا.