أربع سنوات من العمل بدون راتب في انتظار تسوية وضعيته القانونية عاش محدثنا حلما جميلا تحت سقف وعود زائفة من رؤسائه في العمل القاضية بانتدابه كعون متعاقد بشركة اتصالات تونس التي أحبها واحبه كل العاملين بها ليجد نفسه في نهاية المطاف عاطلا عن العمل وعاجزا عن الإنضمام الى أي مؤسسة أو شركة خاصة وسط ظروف مادية وعائلية قاسية. «الشروق» كان لها لقاء مع هذا الشاب الذي ابدى لحظة المكاشفة تذمره من الظلم الكثير الذي لحق به من بعض المسؤولين بشركة اتصالات تونس الذين جعلوه يعيش وهما دام 4 سنوات قائلا: «أدعى محمد الورغمي أحيل ولاية صفاقس، متحصل على شهادة الاستاذية في الطرق الكمية المطبقة في الاقتصاد والتصرف، وقع ادماجه للعمل باتصالات تونس (الوكالة التجارية بساقية الزيت صفاقس بصفة تربص اعداد للحياة المهنية (SIVP) لمدة عامين 2004/2005 و2005/2006، وكنت بمثابة المثال الذي يحتذي به في الجدية والانضباط في العمل بشهادة كل رؤسائي المباشرين وكان حلمي أن يقع انتدابي كعون متعاقد الا أن كل احلامي باءت بالفشل بعد منحي 4 سنوات من العمل دون راتب لأجد نفسي بين عشية وضحاها عاطلا عن العمل خاصة وأنني استوفيت حقي في (SIVP) التي تلزمني بها كل المؤسسات والشركات الخاصة. لقد واصلت عملي بالشركة الى غاية 2008 وكنت أحلم باللحظة التي أصبح فيها عونا متعاقدا شأني في ذلك شأن بعض زملائي خاصة وأنني كنت أحظى بمحبة كافة العاملين معي، وفي سنة 2007 شاركت في مناظرة سرية لانتداب اعوان متعاقدين وأعوان متربصين اعدادا للحياة المهنية بادارة سوق المؤسسات واجتزت الامتحان بامتياز وذلك بشهادة اللجنة الا أنه وفي موفى شهر 2008 حصل ما لم يكن في الحسبان حيث وقع انتداب 3 أعوان كلهم من جهة صفاقس من بينهم ابنة السيدة رئيسة الوكالة التجارية، أما أنا والذي قضيت اربع سنوات ونصف اشتغل لصالح الوكالة التجارية للاتصالات منهم عامان ونصف دون راتب اترقب تحقيق تلك الوعود فقد تم ابلاغي عن طريق رئيسة الوكالة التجارية أنه سيقع انتدابي في الفوج القادم بعد شهرين، وانقضت تلك المدة وأنا انتظر لتتبخر أحلامي وأحلام عائلتي التي تترقب ذلك اليوم الموعود وأحلام جميع زملائي بالوكالة التجارية البستان وساقية الزيت ونقطة البيع بجبنيانة». شافية ابراهمي رئيسة الوكالة توضح.... للإلمام بالموضوع اتصلنا برئيسة الوكالة التجارية بساقية الزيت (صفاقس) حيث أكدت أن المناظرة التي شارك بها المسمى محمد الورغمي والذي تكن له كل الحب والاحترام لما بذله من جهد ومن تفان في العمل ليست مناظرة وطنية ولا تشمل اختصاصه العلمي وانما تشمل الطلبة المتحصلين على شهادة الاستاذية في الرياضيات والاعلامي لادماجهم في العمل بشركات الاتصال في حين أنه متحصلة على شهادة الاستاذية في الطرق الكمية المطبقة في الاقتصاد والتصرف ولهذا السبب فقط لم يقع انتدابه على عكس بعض زملائه الذي توفرت لديهم شروط المناظرة التي خصت بالتحديد أبناء العاملين بشركة الاتصالات ونظرا لحبي المفرط له وعلمي بقساوة ظروفه الاجتماعية أردت مساعدته وطلبت منه المشاركة في هذه المناظرة بعد أن اجريت عدة اتصالات ببعض الزملاء محاولة مني اقناعهم بضرورة قبوله وهو ما تم فعلا أثناء الاختبار الأولي (الشفوي) الا أنه وبالاطلاع على الشهادة المتحصل عليها تعذر عليهم قبوله ولا سبب آخر غير ذاك واتهامات محمد الورغمي لي ولبقية المسؤولين بالشركة ليست الا اتهامات باطلة وأنا شخصيا لم أكن أتوقع أن تصدر منه مثل هذه الادعاءات والتصرفات التي ذهلت لها. فأنا أول من ساعدته وهو أول من تقدم ضدي بشكوى الى الادارة العامة للاتصالات. «لقد اعتبرته بمثابة ابني ولكن... الله غالب».