أكرم الورداني أصيل معتمدية أكودة صاحب أحسن معدل في المعهد النموذجي بسوسة ب19.53 باكالوريا رياضيات التقته «الشروق» في حفل تكريم المتفوقين الذي نظمته بلدية سوسة مؤخرا في حوار عكس عمق تفكيره وتوازن رؤاه. مقارنة بنتائجك خلال السنوات الفارطة وهذه السنة كيف تفسّر هذا المعدل المتميّز؟ كنت من بين المتفوقين طوال مسيرتي الدراسية ولكن لم أبلغ هذا المعدل حتى خلال هذه السنة كانت معدلاتي في حدود 16 ولم أكن الأول في قسمي بل الرابع وكنت العاشر في شعبة الرياضيات في معهدي وفي المناظرة انقلبت المعطيات وأصبحت الأول والحمد لله. كيف تفسر هذا «الانقلاب»؟ كنت أعتقد أن «الباك» لا تعني الإرهاق في العمل والسهر والإجهاد بل هي ذكاء في العمل وتقسيم المجهود واستمرارية في العمل، بدأت بتخفيف العمل منذ الصائفة حيث قمت بتحضير مادتي الإعلامية والألمانية ثم ركزت عملي أثناء السنة الدراسية على المواد الأساسية مع التركيز في القسم على المواد الأدبية التي عادة ما تصنع الفارق خلافا لما يتوقعه البعض الذين يوجهون كل جهودهم نحو المواد الأساسية ويتناسون المواد ذات الضوارب المنخفضة إضافة إلى عامل آخر لا يقل أهمية عن كيفية المراجعة وهو التحفيز والتأطير من طرف العائلة وحقيقة كان لأبي وأمي التأثير الكبير في شحن عزيمتي وتشجيعي ورفع معنوياتي والاهتمام بي من كل الجوانب مما جعلني أعمل في أريحية تامة وأصل إلى التميز فكل العوامل لها تأثير ببعضها البعض. يقال إن المعهد النموذجي يختلف كثيرا عن المعاهد الأخرى إلى أي حدّ كان هذا العامل لصالحك؟ صحيح لو كنت في معهد آخر لما تمكنت من تحقيق هذا المعدل فالتأطير أمر مهم وقد وجدت كل الظروف الملائمة في هذا المعهد خاصة من طرف الأساتذة الذين بذلوا كل ما في وسعهم لمساعدتنا ولم يبخلوا علينا بأي شيء من حيث الساعات الإضافية التطوعية وغيرها من مظاهر الحرص والعناية وأخص بالذكر السيدة إلهام زيان والسيدة ليليا بعزيز اللتين خصّتاني بساعات إضافية منذ بداية السنة الدراسية دون توقف وأحيّي مجهود كل الأساتذة دون استثناء. بين الموهبة والمجهود الشخصي كيف تفسر أسباب التميز الدراسي؟ ذكرت لك أنني لم أكن الأحسن ولكن بالعمل تمكنت من بلوغ هذا المعدل فالحضور الذهني وحسن تقسيم الجهد وتنظيم العمل مع الحرص والعزيمة يمكن للتلميذ تحقيق نتائج متميزة وبالطبع يبقى التوفيق من عند الله. إلى أين حدّدت وجهتك الآن؟ تمّت الموافقة على أن أتابع دراستي في مجال الهندسة بألمانيا إن شاء الله. إلى جانب الدراسة هل كانت لك هواية تمارسها؟ كنت أمارس الرسم وفي السنوات الأخيرة تعلقت صحبة أبي بالصيد كثيرا ويحز في نفسي ترك هذه الهواية والسفر إلى ألمانيا إلى جانب تعلقي بال«فايس بوك»ى لدرجة أن العديد من أصدقائي فوجئوا بنجاحي بحكم أنهم دائما يجدونني على هذا الموقع. كيف كان تأثير الثورة عليك؟ اعتقدت في فترة أن أن السنة ستكون بيضاء ولكن لم أنقطع عن المراجعة والحمد لله رجعت الأمور إلى نصابها وتمكنا من مواصلة دروسنا في أحسن الظروف دون تأثير. لمن تهدي هذا النجاح المتميز؟ إلى أبي وأمي وكل أساتذتي.