إنّ الفحشُ في القول وبذاءةُ اللّسان طريق إلى الهلاك والخسران، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النّار. (أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا... (الحديث) وفي آخره فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. ومن كان خلقه الفحش والبذاءة اتصف بصفة الشيطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. وقوله صلى الله عليه وسلم: أربى الربا شتم الأعراض. قال تعالى ﴿الشيطانُ يَعِدُكم الفقرَ ويأْمرُكم بالفحشاء﴾ (البقرة 268) ويحرم حب الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إيّاكم والفحش والتّفحّش، فإنّ الله لا يحبّ الفاحش المتفحّش... (رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له) ولقد أخبرنا النبيّ صلى الله عليه وسلّم بأنّ الفاحش يبغضه الله، عن أبي الدّرداء رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما شيء أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ الله ليُبْغِض الفاحِشَ البذيء. (أخرجه الترمذي). ويخرج عن طاعة الله تعالى لأنّ من سب مسلماً فقد فسق لقوله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر. (متفق عليه) ومن لعن مسلماً فكأنما قتله لقوله صلى الله عليه وسلم: ومن لعن مؤمنا فهو كقتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله. (أخرجه البخاري). والفحش في القول والبذاءة سببٌ في البُعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحِرْمان من شفاعته وصُحبته يوم القيامة، فعَنْ جَابر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ مِن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسِنَكم أخلاقا، وإن أبغضَكم إليّ وأبعدَكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارُون والمتشدقون والمتفيْهقون، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيْهقون؟ قال: المتكبرون. (أخرجه الترمذي).