على امتداد شهر رمضان الكريم تنشر جريدة الشروق معارضات في المدائح النبوية، التي كانت على منوال بانت سعاد، التي أنشدها الصحابي كعب بن زهير رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، علما بأن هذه القصيدة، لقيت وافر الإهتمام من كثير من الشعراء على مر العصور. وقد أورد الإمام المقري أن بعض العلماء كان لا يستفتح مجلسه إلا بقصيدة كعب. أبو حيان الاندلسي رحمه الله أوحى إليه الذي أوحاه من كثب ** فالقلب واع بسر الله مشغول يتلو كتابًا من الرحمن جاء به ** مطهرًا ظاهر منه وتأويل جارٍ على منهج الأعراب أعجزهم ** باقٍ مع الدهر لا ياتيه تبديل لاذو بذوبان خطى وبتر ظبا ** يوم الوغا واعتراهم منه تنكيل فمونف في جبال الوهد منحدر ** وموثق في حبال الغد مكبول مازال بالعضب هتاكًا سوابغهم ** حتى انثنى العصب منهم وهو مفلول وقد تحطم في نحر العدا قصد ** أصم الوشج وخانتها العواميل من لا يعدله القرآن كان له ** من الصفاد وبيض البتر تعديل وكم له معجزا غير القرآن أتى فيه ** من الحق منقول ومعقول فللرسول انشقاق البدر نشهده ** كما لموسى انفلاق البحر منقول ونبع ماء فرات من أنامله ** كالعين ثرت فجا الهتان ماء النيل رووا الخميس وهم زهاء سبع مي ** مع الركاب فمشروب محمول ومى عين بكف جاء يحملها ** قتادة وله شكوى وتعويل فكانت أحسن عينيه ولا عجب ** مست أناميل فيها اليمن مجعول والجذع حن إليه حين فارقه ** حنين ولهى لها للروم مثكول والعنكبوت بباب الغار قد نسجت ** حتى كأن رداءً منه مسدول وفرخت في حماه الورق ساجعة ** تبكي وما دمعها في الخد مطول هذا وكم معجزات للرسول أتت ** لها من الله أمداد وتأصيل غدت من الكثر أعداد النجوم فما ** يحصى لها عددًا كتب ولا قيل قد انقضت معجزات الرسل منذ قضوا ** نحبًا وأعجم منها ذلك الجيل ومعجزات رسول الله باقية ** محفوظة مالها في الدهر تحويل تكفل الله هذا الذكر يحفظه ** وهل يضيع الذي بالله مكفول هدى المفاخر لا يحظى الملوك بها ** الملك منقطع والوحي موصول انتهى