أمام مواصلة العديد من الجمعيات المدنية معارضتها لمشروع مد طريق يعبر غابة رادس والذي سيتسبّب في قطع 6 آلاف شجرة واتلاف أكثر من 20 هكتار وتدمير جزء من منتزه فرحات حشاد.قام وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية السيد محمد الصالح العرفاوي بزيارة إلى ولاية بن عروس حيث ضرب موعدا مع ممثلي هذه الجمعيات وبعض مكونات المجتمع المدني في جلسة عمل صباح الثلاثاء 22 ماي 2018 استمع خلالها لمقترحاتهم للبحث عن حلول تعديلية ترضي جميع الأطراف. وأشرف على إدارة الحوار والي بن عروس السيد عبد اللطيف الميساوي بحضور ممثلي الإدارات المركزية والجهوية ذات الصلة ورؤساء النيابات الخصوصية وأعضاء جمعيتي AMIS بمقرين وبيئتي برادس وعضو مجلس نواب الشعب زياد الأخضر. ومن جهته استعرض وزير التجهيز أهم مكونات المشروع مؤكدا على ضرورة الشروع في إنجازه في أسرع الأوقات لفك الاختناق المروري في الجهة. مؤكدا استعداد وزارته تطوير الغابة وتعويض كل الأشجار المتلفة مع حسن تهيئة منتزه فرحات حشاد بتركيز مرافق عمومية وملاعب للأطفال واحترام البيئة . ومن جهة أخرى أجمع ممثلو الجمعيات المدنية على ضرورة النظر في تغيير مسار الطريق حتى لا يمس بعدد كبير من الأشجار واقترحوا تشكيل لجنة وطنية للعمل التشاركي مع وزارة التجهيز لإيجاد البدائل والحلول الممكنة للمحافظة على الغابة كما طالبوا بإعداد تصميم للمشروع ثلاثي الأبعاد حتى تتضح جميع مكوناته.في حين صرح المدير الجهوي للتجهيز بعدم إمكانية تغيير مسار الطريق باعتبار أن المشروع في مراحله الأخيرة وقد تم إسناد الصفة للمقاولة التي سوف تنطلق في الأشغال في أقرب الآجال.كما اقترحوا توسعة مداخل المدن في الجهة لفك الاختناق المروري والتفكير في بناء جسور معلقة تفاديا لقطع أشجار الغابة .كما تطرق ممثل إدارة الغابات إلى مشكلة تشعب الملكية العقارية الخاصة والعمومية التي تستوجب حلولا مستعجلة. وأشار عضو مجلس نواب الشعب زياد الأخضر إلى ضرورة تفعيل العمل التشاركي مع المجتمع المدني والتفكير في تطوير شبكة النقل العمومي والخاص في جهات تونس الكبرى والتقليص من استعمال السيارات الخاصة عوض ان نلتجئ إلى الحلول السهلة والقضاء على الأشجار والمناطق الخضراء. واختتم وزير التجهيز الجلسة بدعوة جميع مكونات المجتمع المدني إلى عمل مشترك للاستماع إلى مقترحاتهم وتخصيص يوم عمل يقومون فيه بزيارة ميدانية رفقة إطارات ومهندسي الوزارة لغابة رادس واتباع المسار المقترح ومحاولة التدخل لتحسين جودة المشروع كما عبر أعضاء الجمعيات المدنية عن عدم رفضهم البات للمشروع وقبولهم المبدئي لكن بتحفظ والمطالبة بتعيين مكتب دراسات للقيام بتطوير الغابة وتحسين ظروف المنتزه.