أذن رئيس الدولة نهاية الاسبوع الفارط أثناء لقائه وزيري الفلاحة والتجهيز باستكمال انجاز منتزه سيدي بوسعيد في أسرع الاوقات ليكون قابلا للاستغلال العمومي بما يفيد الترفيه والأسر والعائلات التونسية. «الشروق» اتصلت بالادارة العامة للبيئة ونوعية الحياة وبحثت مع مسؤوليها جوانب متصلة بالخطة الوطنية لإقامة المنتزهات الحضرية والعناية بالبيئة وحماية الغابات من الزحف العمراني. منتزهات وأشار محدثنا الى ان احداث المنتزهات الحضرية يندرج في اطار استكمال المنظومة البيئية وهو الامر الذي دفع الى اقرار البرنامج الوطني لإقامة المنتزهات عقب الدراسة التي أذن بها رئيس الدولة سنة بقصد حماية الغابات الموجودة في المدن بعد ان تمت ملاحظة أنها أصبحت مكانا لرمي الفضلات وبقايا الهدم والبناء فجاء البرنامج لحماية الغابات من جهة واستغلالها الاستغلال الانجع بتحويلها الى فضاءات ترفيه تؤسس لمقولة المدن المستديمة والنظيفة. وأفادت مصادر الادارة العامة للبيئة بوزارة الفلاحة ان الجرد الذي تم سنة 1996 بهدف حماية الموارد الطبيعية البيولوجية مكّن من تحديد حوالي 140 موقعا يمكن تحويلها الى منتزهات داخل المدن وفي المساحات المتاخمة لها وتم الاذن الرئاسي على اثر ذلك بالشروع في تهيئة 100 منتزه موزعة على كامل تراب الجمهورية وكان منتزه النحلي (ولاية أريانة) اللبنة الاولى في هذا البرنامج الذي يتم انجازه بالتعاون مع مختلف المصالح والأطراف المعنية (من مصالح وزارية وبلديات وجمعيات ومجالس جهوية...) وبعد استكمال كل الدراسات اللازمة (الاشجار التربة المياه...) وتعبئة الموارد المالية. وأضافت مصادر «الشروق» أنه تم الى حد الآن تهيئة 10 منتزهات دخلت بعد حيز الاستغلال على غرار منتزه النحلي والمروج وفرحات حشاد (بن عروس) والخليج (صفاقس) وسانية المهندس (مكثر) ويتم حاليا العمل على استكمال انجاز منتزها حضريا جديدا في اطار المخطط الحالي في عدد من جهات البلاد منها بالخصوص «اللمسيات» (مدنين) والطينة (صفاقس) والناظور (بنزرت) جبل الدير (الكاف) ولسودة (سيدي بوزيد) والفالاز (المنستير) ومعبد المياه (زغوان) وتقدمت الأشغال مراحل هامة بالنسبة لمنتزهات الفردوس (قبلي) وأبو زمعة البلوي (القيروان) وبن عروس (بن عروس) وجبل الفوّارة (الحمامات). وأكدت مصادر وزارة الفلاحة ان انجاز العشرة منتزهات السابقة قد مكّن من تهيئة 600 هكتار من الغابات في حين ينتظر ان تمكّن أشغال انجاز العشرين منتزها المبرمجة والتي قطعت أشواطا متقدمة بعد من تهيئة وحماية 2200 هكتار من الغابات. تقييم ودراسة وترى مصادر «الشروق» ان المهم في البرنامج الوطني لإحداث المنتزهات الحضرية هو دعم البلديات لإنجاز الدراسات المتعلقة بالتهيئة وكذلك توفير الاعتمادات المالية قدر الامكانيات المتاحة لانجاز هذه المنتزهات التي أصبحت خيارا وطنيا ومن مكملات التنمية الشاملة ولم تعد من ثم من الكماليات. كما تعتبر نفس المصادر ان انجاح المشروع يتطلب القيام بالدراسات الضرورية على قدر من العلمية وعبر رسم الفرضيات الاستشرافية الممكنة وتوفير الدعم المالي والفني والاستماع الى آراء كل الأطراف لأن كل تلك العوامل هي ضمانة النجاح. وأكدت ادارة البيئة ونوعية الحياة ل»الشروق» ان العمل جار اليوم من أجل استكمال البحث في منظومة التصرف واقامة المنتزهات على مراحل ضمانا لإيجاد السبل الكفيلة بالمحافظة على ما تم انجازه والعمل على تحسينه خاصة ان التصرف في المنتزهات ذو كلفة عالية (حراسة / صيانة...) وأشارت نفس المصادر الى وجود عدة اشكاليات متعلقة بالتصرف وأن الجهد قائم من أجل التثبت من المنظومة الكفيلة بإحكام التصرف وأن استشارة وجلسات عمل تُعقد حاليا مع كل الأطراف وتعيين من سيتولى التصرف مستقبلا الخواص أم الجمعيات أم البلديات؟ كراس شروط وأفادت مصادر «الشروق» أن المصالح المختصة بصدد اعداد كرّاس شروط لتشجيع الخواص على احداث منتزهات او التصرف في مكوّنات المنتزهات الحضرية الموجودة (مقاهي/ساحات ألعاب...) وفق المكونات البيئية الموجودة كما ان مصالح الادارة العامة للبيئة ونوعية الحياة تقوم بالتوازي مع ذلك بإنجاز دراسة تقييمية للبرنامج الوطني للمنتزهات الحضرية التي من ضمن جوانبها ما تمت الاشارة اليه من حرص على تحديد المنظومة الكفيلة للتصرف.