طالبت جمعيات بيئية صباح اليوم الأحد خلال تظاهرة احتجاجية بمنتزه فرحات حشاد برادس السلطات المعنية بالعدول عن مسار الطريق المزمع انجازها والتي ستقطع المنتزه وتربط في جزء منها المدينة الرياضية برادس والطريق الحزامية الشمالية. وقال نائب رئيس جمعية مقرين للتحديث والصيانة هيكل الخمسي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أن هذه التظاهرة هي تحرك اجتماعي مدني يهدف الى الدفاع عن منتزه فرحات حشاد باعتباره المتنفس البيئي الوحيد لكامل الضاحية الجنوبية مشيرا الى أن الطريق المزمع الإنطلاق في أشغالها خلال الأشهر القادمة سيقتطع حوالي30 هكتار من المساحات الخضراء بالمنتزه وهو ما يشكل تعديا صارخا وفق تقديره على التوازن البيئي بالمنطقة وعلى حق أبناء الجهة في منظومة بيئية مستدامة. من جهته أوضح كاتب عام جمعية أصدقاء منتزه فرحات حشاد توفيق النجار أن وزارة التجهيز اتخذت القرار بإنجاز الطريق بشكل أحادي دون تشريك المجتمع المدني والجمعيات والهياكل الإستشارية البيئية رغم توجه العديد منها بمقترحات عملية وفنية الى وكالة حماية المحيط باعتبارها طرفا من الأطراف التي يعود اليها النظر في المؤثرات البيئية للمشروع. أما الكاتبة العامة لجمعية أحباء البلفدير آمنة الشرفي فرات فقد أكدت أن حضورها التظاهرة الإحتجاجية انما هو من منطلق مساندة لتحرك الجمعيات البيئية بالجهة لتعديل مسارالطريق الذي سيضر بالخصائص البيئية لمنتزه فرحات حشاد ويهدد حق الأجيال القادمة في بيئة حضرية متوازنة. ويعتبر منتزه فرحات حشاد برادس ثاني متنفس بيئي في اقليم تونس الكبرى بعد منتزه البلفدير ويمسح حوالي300 هكتار ويحتوي على دار للبيئة وساحة ألعاب وملاعب رياضية وحديقة حيوانات ويؤدي منتزه فرحات حشاد دورا بيئيا هاما نظرا لإحتوائه على غابة كثيفة هي عبارة عن تجمع حي يحتوي على تشكيلة ثرية من الأشجار والشجيرات والنباتات والتي من أبرزها الكلتوس والصنوبر الحلبي والأكاسيا والسرول والريحان والزيتون البري والإكليل والزعتر. يذكر أن الطريق المزمع الإنطلاق فيها بداية شهر جوان المقبل تأتي في اطار تطوير الشبكة المهيكلة للطرقات بتونس الكبرى وستمكن القادمين من مدن الشمال الغربي من الوصول الى الضواحي الجنوبية للعاصمة دون الإضطرار الى الدخول الى تونس العاصمة.