عبد اللطيف المكي بما أن الله قد كتب علينا الموت جميعا في النهاية فعبرة عمر الإنسان ليست إذا في طوله أو قصره بل فيما قضينا ذلك العمر. واليوم تغادرنا السيدة المناضلة مية الجريبي بعد عمر مليء بالنضال والكفاح وبعد صراع طويل مع المرض. فقد اصطفاها الله وحق لها أن ترتاح تاركة رصيدا محترما من العطاء وتراثا ملهما لكل متأمل وخلفت لوعة في قلوب من عرفوها. لقد جمعتنا معها أوقات صعبة من النضال ولكنها لذيذة لأنها تجسد أبهى ما في الإنسان من عطاء من أجل ما يؤمن به من قيم. لقد اتفقنا معها واختلفنا كما يقتضيه العمل المشترك والاجتهاد ولكن دائما في ظل الاحترام والصدق. لا أنسى وقفتها الشجاعة معي ومع أسرتي خلال إضراب الجوع الطويل سنة 2004 هي وأغلب مناضلي الساحة وقتها. تغادرنا وفي القلب لوعة نسأل الله لها الرحمة والجنة ولأهلها الصبر والسلوان وأتقدم الى الحزب الجمهوري ومناضليه وإلى كل من عرفها بأحر التعازي في هذا المصاب الجلل و"إنا لله وإنا إليه راجعون". رجاء بن سلامة إلى أين سنصل بالإثارة؟ إلى أين سنصل بإعلام التّلاعب بالنّفوس والعقول؟ ليست هناك أخلاقيات وحدود حمراء يقف عندها الإعلام؟ ما معنى طرق باب النّاس فجرا ومفاجأتهم بكاميرا؟ ما معنى كاميرا خفيّة لا يقصد منها الإضحاك بل المحاصرة والإغراء والهرسلة والشّيطنة؟ من الذي تورّط؟ وهل من حقّ الإعلاميين أن ينشروا فيديو بدون موافقة المتكلّم فيه؟ وما الذي يثبته فيديو رؤوف العيّادي مثلا؟ ألا يمكن أن يكون فعلا قد خاف وأراد أن يجامل «الطّرف الإسرائيليّ» لينجو بنفسه؟ وبأي حقّ يستعمل السلاح في سيناريو كهذا؟ هذا الإعلام هو المتورّط. ومتورّط في السّينيزم أوّلا وقبل كلّ شيء. لن أنسى كيف هاتفني صاحب برنامج «شالوم» نفسه يلحّ إلحاحا مزعجا على استضافتي لربع ساعة في مقابل 500 دولار. رفضت عرضه لأنه كان مهينا، ولأنّه كان يظنّ أنّ 500 دولار يمكن أن تغريني وتخرجني من مكتبي في اليوم نفسه لاهثة أجري وراء الكاميرا والأموال. لآ أعمّم، ولكن هناك إعلام فقد البوصلة وفقد احترام البشر.