إن أعباءَ الدنيا كبيرة وبلاياها عظيمة، والمصائب تنزل بالناس والإنسانُ أضعف من أن يصمد بمفرده طويلاً تجاه هذه الشدائد والمصائب فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه, ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يتألم لألمه ويحزن لحزنه ويعينه على دفع كربته والتألم الحقيقي هو الذي يدفعك إلى كشف ضوائق إخوانك فلا تهدأ حتى تزول الغمة وتنكشف الظلمة قال النبي صلى الله عليه وسلم :(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته). وإن من رحمة الله حين خلق المعروف أن خلق له أهلاً فحببه إليهم وحبب إليهم القيام به ووجههم إليه كما وجّه الماء إلى الأرض الميتة فأحياها وأن الله إذا أراد بعبده خيرا جعل قضاء حوائج الناس على يديه. لما سئل نبينا عن أحب الناس إلى الله وأحبِّ الأعمال إلى الله قال عليه الصلاة والسلام: (أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخلُه على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة أحبّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا أي المسجد النبوي الذي الصلاة فيه بألف صلاة ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته ومن كظمَ غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزولُ الأقدام). فهنيئا لمن يسارع في صنع المعروف وقضاءِ حوائجِ الناس خاصة الذين قعدت بهم الحاجة في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان شهر الرحمة و الغفران وهنيئا لمن توسّط في صنع المعروف لأن الدال على الخير كفاعله أو مساعدة محتاج أو تنفيس كربة مكروب قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكلُّ معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة).