هم منشطون وممثلون وللرداءة يسوّْقون يبدو ان التلفزات التونسية اصبحت تشتغل بمنطق «العصابات « فكل واحدة من هذه القنوات تشعر المشاهد وكأنها في عالمها الخاص منغلقة على نفسها نفس المنشطين الذين يشتغلون على مدار السنة في البرامج التليفزيونية خاصة على قناتي التاسعة والحوار التونسي هم بدورهم يطلون على المشاهد مجددا من خلال المسلسلات والسلسلات «اللاهزلية « والتي تبث على هاتين الفضائيتين بكم هائل من الرداءة والسخافة في غياب شبه تام للممثلين المحترفين الذين قدموا لهذه المهنة الكثير فما علاقة «ليتيسيا» ومريم الدباغ وغيرهما من الفقاقيع التي اجتاحت المشهد السمعي البصري بالتمثيل فهما عنوان للتفاهة والرداءة والميوعة وكل ما شابه من هذه الألفاظ... او ان «العصابات» اصبحت هي المتحكمة في هذه التلفزات... حين تعتدي الدراما على التاريخ...! مسلسل «تاج الحاضرة» على قناة الحوار التونسي اظهر جهدا واحترافية عالية في الإخراج والتصوير والإكساء والكاستينغ لكن سيناريو العمل ضعيف ويفتقد للحبكة الدرامية والحكاية المشوقة التي تشد المشاهد... الإطالة ايضا في بعض المشاهد تبعث احيانا على الملل... والى جانب الرتابة وغياب التشويق هناك تحريف لبعض اجزاء التاريخ خاصة في ما يتعلق بعسكر زواوة والمدرسة الحربية اذ تم تناول احداث هذه المرحلة المتعلقة بفترة حكم احمد باي بكل سطحية... والمعلوم ان انتاج مسلسل تاريخي يتطلب الكثير من البحث والإستناد الى الكتب والوثائق والشهادات ان توفرت ففي بلدان عرفت بإنتاجاتها الضخمة للأعمال التاريخية على غرار سوريا ومصر يدوم تصوير مسلسل واحد سنوات في حين ان «تاج الحاضرة» انطلق صاحبه سامي الفهري في تصويره في صائفة 2017 ليبث للمشاهدين في رمضان 2018 اي انه طبخة سريعة لمرحلة مهمة من تاريخ هذه البلاد. الوطنية .... زمان ... الى متى ؟! مايدعو للإستغراب والحيرة هي الوضعية التي تمر بها القناة الوطنية الثانية... قناة «بطم طميمها» ادارة وصحفيون وتقنيون... وفي نهاية الأمر تطل على مشاهديها في رمضان ببرمجة من الأرشيف مسلسلات مرت عليها سنوات حتى انها تجاوزها الزمن واغلب ممثليها من عداد الأموات ...اموال طائلة تنفق على هذه القناة دون مردود يذكر .. الوطنية الثانية تلفزة دون هوية مهمتها امتصاص دم الشعب عفوا امواله دون ان ترد الجميل من خلال احترام المشاهد وتقديمه مادة اعلامية محترمة ترتقي الى مستوى هذه المؤسسة العريقة... الرداءة عنوان لجل التلفزات يتجول المشاهد في رمضان بين اكثر من 10 قنوات تونسية بحثا عن مادة اعلامية تحقق له الفرجة لكنه يصطدم بتخمة من البرامج غاب عنها اي نوع من التصور والإبداع مجرد حشو وملأ فراغات وجلب اكبر عدد من المستشهرين دون أدنى احترام لذوق المشاهد ... هل تعاقدت هذه التلفزات دون استثناء ( الحوار التونسي ،الجنوبية ،نسمة ، التاسعة تلفزة تي في ..) مع بث الرداءة والتفاهة والضحك على الذقون ؟ اين الإبتسامة التي اعتادها المشاهد في البرامج والسلسلات الهزلية التي كانت تنتجها بعض هذه القنوات عندما لم يكن المشهد مليئا بهذا الكم الكبير من التلفزات ؟ لماذا تدنى مستوى المضمون الإعلامي التونسي الى هذا الحد ؟ او ان للدخلاء على المشهد دورا كبيرا في ذلك او بالأحرى هم من عمقوا ازمة المشهد السمعي البصري ...؟!