بعد ان تمكن الدكتور معز السديري من الكشف عن احدى اكبر عمليات الفساد الصحي في تونس قامت وزارة الصحة بسحب دواء مخصص للجلطات القلبية وامراض القلب من الصيدليات نظرا لخطورته على صحة حوالي مليون تونسي... تونس - الشروق : «الشروق» تحقق في احدى اكبر عمليات الفساد التي شهدها قطاع الصحة وتم الكشف عنه عن طريق طبيب شاب مما استجوب سحب الدواء من السوق التونسية. حسب احصائية للجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة الأوعية الدموية فان 2 بالمائة من اجمالي عدد السكان في تونس اي ما يقارب المليون مريض يعانون من امراض قلبية وهو ما جعل وزارة الصحة تتعامل مع حوالي 20 مخبرا لإنتاج وصناعة الأدوية المختصة في امراض مختلفة متعلقة بالقلب ليتم الكشف مؤخرا عن مخبر سعودي أردني مقره تونس العاصمة يقوم بتوزيع دواء فاسد لمقاومة الجلطات القلبية. كشف الدكتور معز السديري الإطار بمخبر للادوية السعودية - الاردنية الذي يملك فرعا في تونس من جملة 25 فرعا في كل دول العالم ان الدواء من نوع « pedovex» الذي يتم استعماله من قبل المرضى الذين يتعرضون لجلطات قلبية ويمنع عنهم تخثر الدم هو دواء فاسد وغير صالح للاستعمال وبان الشركة الام ومقرها السعودية قامت بسحبه بطريقة سرية من السوق السعودية اواخر شهر ديسمبر 2017. حسب دراسة سرية تم اعدادها ما بين شهري نوفمبر وديسمبر 2017 تبين ان هذا الدواء غير صالح للاستعمال ولا يقوم بحماية المرضى اثناء تعرضهم للجلطات القلبيه لتقرر حينها الشركة الام مقرها السعودية سحبه نهائيا ومواصلة بيعه وتصنيعه وتوزيعه في بقية دول العالم خاصة العربية منها على غرار المغرب . وبعد ان كشف الدكتور معز السديري في شهر فيفري الفارط ان هذا الدواء تم سحبه من السعودية وتتواصل عملية بيعه في تونس وقام باعلام وزارة الصحة والادارة العامة للادوية والصيدلة ليتم نهائيا سحب هذا الدواء القاتل من تونس يوم 27 فيفري الفارط بعد ان تم توزيعه حوالي 60 يوما رغم مدى خطورته على صحة مرضى القلب . البطولة «الشروق» كان لها لقاء مع الدكتور معز السديري الذي كشف عن عدم صلاحية الدواء وخطورته على صحة مرضى القلب مما جعله يتعرض للطرد من المخبر السعودي الأردني وعن هذا قال محدثنا انه كشف بمحض الصدفة ان الدواء من نوع «pedovex» الذي يتم تصنيعه في تونس غير صالح للاستهلاك وبانه تم سحبه من الشركة السعودية اواخر شهر ديسمبر الفارط فطلب من المخبر الذي يشتغل فيه ضرورة سحب الدواء من السوق التونسية. وأضاف الدكتور معز السديري انه كان يعتقد ان المخبر لم يكن على علم بانه تم سحب الدواء من السوق السعودية اواخر شهر ديسمبر فأعلمهم بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة ليكتشف ان الجريمة كانت متعمدة لتنطلق اثرها هرسلته وتهديده وتم ارسال أيميل له عبر حسابه الالكتروني وفيه عبارات تهديد بالطرد . وقال الدكتور معز السديري انه رغم اصرار المخبر على طرده من عمله الا انه اتجه نحو الادارة العامة للادوية والصيدلة واعلمها بخطورة الدواء وبانه تم سحبه من الشركة المنشأة في السعودية ليتم بعد ساعات سحبه نهائيا من تونس ليتم اثر ذلك ارسال قرار طرده من منصبه في المخبر السعودي الأردني بالعاصمة مؤكدا انه رغم ما تعرض له الا انه فخور بإنقاذه لحياة التونسيين وغيرهم من ملايين البشر حيث ان المغرب قامت بدورها بسحب الدواء اثر اتخاذ تونس هذا القرار الشجاع حسب وصفه. وزارة الصحة من جهتها اكدت سنية بالشيخ كاتبة الدولة للصحة في تصريح «للشروق» انه تم ابلاغ سلطة الاشراف يوم 26 فيفري الفارط بخطورة الدواء وبانه غير صالح للاستعمال فتم سحبه نهائيا يوم 27 فيفري اي بعد 24 ساعة مضيفة انه رغم صعوبة الاجراءات الا اننا اتخذنا هذا القرار بسرعة قصوى كما قامت ايضا ادارة الأدوية والصيدلة باعلام الجهاز القانوني صلب الوزارة لاتخاذ اجرائها ضد المخبر الذي لم يعلمنا بسحب الدواء من الشركة الام كما اتصلت «الشروق» بشركة «تابوك» للرد على الاتهامات وموقفها من تجميد نشاطها في تونس فرفضوا الاجابة عن هذه الاستفسارات. كما نشرت كل من جمعية أطباء ضد الدكتاتورية ونقابة الأطباء بيانات تنديد بما تعرض له زميلهم الدكتور معز السديري من طرد وعزل مطالبين بفتح تحقيق ضد المخبر السعودي في تونس نظرا لعدم اعلامه السلطات التونسية بخطورة الدواء وسحبه من الاسواق السعودية. الشركات الدولية تتعامل شركة «تابوك « مع شركتين عملاقتين من فئة متعددة الجنسيات في صناعة الأودية وهما العملاق الامريكي «Pfizer» والعملاق الألماني «boehringer ingelheim» واخيرا الشركة السويسرية «acino « وبالرغم من ان هذه المخابر تعمل بمنظومة احترام اخلاقيات المهنة فإنها تغافلت عن اتخاذ موقف من شريكها « تابوك « الذي عرض حياة الملايين من الناس للخطر في اكثر من اربعة دول. ويذكر ان هذه الشركات العملاقة لها رقم معاملات بالمليارات في تونس فكيف تغافلت وزارة الصحة عن محاسبة شركة «تابوك» عبر الشركات التي تتعامل معها. الدواء : لمرضى القلب الشركة المصنعة : سعودية أردنية سحبه يوم 27 افريل من تونس منع بيعه في الصيدليات التونسية بيعه لمدة 60 يوما رغم خطورته مرضى القلب : 2 بالمائة من اجمالي التونسيين